أنا فتاة متزوجة أبلغ من العمر 23 سنة طالبة في الجامعة، تزوجت زوجي عن حب، فأنا أحبه وهو يحبني، هو درس خارج المملكة قبل الزواج فترة ثمانية أشهر في إحدى دول شرق آسيا. والمشكلة أنني لا أحب الكذب والخداع وأكره كل من يكذب علي، المهم ذات مرة بعد الزواج بثلاثة أشهر فتح إيميله أمامي وفي قائمة المتصلين رأيت اسما سألته عنه فقال لي أنه واحد من نفس الدولة التي درس بها، ولكني استغربت فالاسم عربي، وعادة الرجال لا يستخدمون مثل هذا الاسم فساورني الشك وسجلت الاسم عندي وأضفته إلى إيميلي وصرت أتكلم مع ذلك الشخص لأن لغتي الإنجليزية لا بأس بها ولله الحمد واكتشفت أنها بنت كانت تدرس مع زوجي ولما كشفت لها أني من نفس المنطقة صارت تسألني عنه، المهم قلت لزوجي ما حدث، وحلف لي أن كل العلاقة تجارية على أساس أنه كان يرغب بشراء ملابس من دولتها ويتاجر فيها ولكن الأحوال المادية لم تكن تساعده، المهم من بعدها وانا لم أعد أصدقه لأنه سبق وأن كذب علي، الآن أنا حالتي يرثى لها أحيانا سعيدة وأحيانا أتعس وحدة، ولا أنكر أنه موفر لي كل ما أتمناه في حياتي ولكنني لم أعد أثق به ولا أثق بأي أحد، ولا أصدق أحدا ومجرد ما يذكر عندي اسم الدولة أو شيء من الماضي ينقلب حالي 180 درجة وأكره الحياة ولا أحب رؤيته، وصرت اتمنى لو إني لم أتزوج. مرام جدة زوجك بشر ككل البشر ليس ملاكا، فإن أخطأ وساءك خطؤه فتذكري أنه حريص على أن يبقي صورته أمامك جميلة، وحريص على تلبية كل احتياجاتك وطلباتك، فهذا يعني أنك لا تزالين تتمتعين بقدر كبير من المكانة لديه، أما أنه أخطأ فلا ينبغي أن يخرجه هذا الخطأ من جنتك ولا ينبغي أن تبالغي في غضبك، وتخيلي نفسك أنت التي أخطأت وكشف زوجك هذا الخطأ، فهل كنت ستكونين سعيدة لو أنه بالغ كما تبالغين في ردة فعله؟ أم أنك كنت ستتمنين مسامحته لك والبدء من جديد؟ احرصي يا ابنتي على تذكر جوانب الخير الموجودة في شخصية زوجك، وحبه لك وتذكري أنه اختارك من بين نساء الدنيا، وتذكري أن التسامح وسيلة شفاء والضغينة وسيلة مرض ودمار للعلاقات بين البشر، وأتمنى أن تتذكري أيضا أن البشر يصبرون على من يتخذ منهم موقفا سيئا إلى حد معين فإن تجاوز العقاب حده انقلب إلى ضده، وإن وجد زوجك أنك صاحبة قلب أسود فستدفعينه دفعا للابتعاد عنك، لأن كل المخطئين في الدنيا ومنهم أنت لن يستطيعوا الصبر على العقاب إلى ما لا نهاية، سامحيه واستعيديه بدل أن يفتح الشيطان له أبوابا وتندمي في وقت قد لا ينفع فيه الندم.