عندما جلس مارك جوكربيرج صاحب فكرة هذا الموقع أمام شاشة «الكمبيوتر» في حجرته في مساكن الطلبة في جامعة هارفارد الأمريكية، وبدأ يصمم موقعا جديدا على شبكة الإنترنت، كان لديه هدف واضح، وهو تصميم موقع يجمع زملاءه في الجامعة ويمكنهم من تبادل أخبارهم وصورهم وآرائهم. فكر جوكربيرج، الذي كان مشهورا بين زملائه بولعه الشديد بالإنترنت، في تسهيل عملية التواصل بين طلبة الجامعة على أساس أن مثل هذا التواصل، إذا تم بنجاح، سيكون له شعبية جارفة. وأطلق جوكربيرج موقعه «فيس بوك» عام 2004، وكان له ما أراد، فسرعان ما لقي الموقع رواجا بين طلبة جامعة هافارد، واكتسب شعبية واسعة بينهم، الأمر الذي شجعه على توسيع قاعدة من يحق لهم الدخول إلى الموقع لتشمل طلبة جامعات أخرى وطلاب مدارس ثانوية يسعون إلى التعرف على الحياة الجامعية. واستمر موقع «فيس بوك» قاصرا على طلبة الجامعات والمدارس الثانوية لعامين، ثم قرر جوكربيرج أن يخطو خطوة أخرى للأمام، وهي أن يفتح أبواب موقعه أمام كل من يرغب في استخدامه، وكانت النتيجة طفرة في عدد مستخدمي الموقع، إذ ارتفع من 12 مليون مستخدم في ديسمبر من عام 2006، وارتفع عدد المشتركين حاليا إلى أكثر من 300 مليون مستخدم. وكان من الطبيعي أن يلفت النجاح السريع الذي حققه الموقع أنظار العاملين في صناعة المعلومات، فمن ناحية بات واضحا أن سوق شبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت تنمو بشكل هائل، ويسد احتياجا مهما لدى مستخدمي الإنترنت، خاصة من صغار السن. ومن ناحية أخرى نجح الموقع في هذا المجال بشكل كبير، وكانت النتيجة أن جوكربيرج رفض عرضا لشراء موقعه بمليار دولار.