تقف صالحة مجرشي أمام خيمتها في مخيم النازحين في أحد المسارحة صباح كل يوم، وهي تتأمل قريناتها يحملن حقائبهن في طريقهن إلى المدرسة، لتعود أدراجها إلى داخل خيمتها وحيدة وهي تحمل علامات الانكسار والحسرة على المستقبل الذي ضاع وتبدد في تعقيدات الزمن. وصالحة مجرشي، طالبة في العقد الثاني من العمر انقطعت عن الدراسة بعد المرحلة الابتدائية لمرض والدها، لتبقى حبيسة المنزل حتى يأتيها الفرج . حديث صالحة، كان في واقع الأمر خليطا ممزوجا بين الحزن والحرمان والأمل، وبين هذا وذاك تأمل أن يحقق لها المسؤولون في وزارة التربية والتعليم هذا الحلم وتنخرط في التعليم العام الصباحي مع زميلاتها، وتضيف «عجز والدي المسن والمصاب بمرض القلب جعلني أقدم صحة والدي على حساب مستقبلي الدراسي، رغم حزني على ترك مقاعد الدراسة وكذلك رفيقات دربي».