حين ترحل الشمس، تتوقف الحياة، يعم الكون الظلام فلا ضياء، ويحل الصقيع فلا دفء، وتضل الخطى الطريق فلا دليل. حين ترحل الشمس ترحل معها عصافير الصباح، فلا زقزقة تبشر بمولد اليوم الجديد ولا رفرفة جناح تبث النسيم. حين ترحل الشمس، يتفطر قلب الأرض أسى وجزعا، فتذبل الورود وتتهاوى شاحبة مخلفة وراءها أغصانا عارية إلا من الشوك. حين ترحل الشمس تنكس النخيل رؤوسها فيصير شموخها انكسارا وتستحيل حلاوة تمرها حنظلا. حين ترحل الشمس ترحل الآمال والأحلام، فتثقل الخطى، وتجف الشفاه، وتنحر الضحكات، تغيب الشمس فلا حياة ولا جمال. فاروق جويدة الشاعر المصري الحالم، جرب رحيل الشمس وعاش شقوته، وتقلب في مرارته وصافحت عيناه قبحه، وحين تجاوزت أيام معاناته الألف يوم عبر عن ذلك في قصيدة جميلة بعنوان (اليوم الأول بعد الألف لرحيل الشمس). في القصيدة تلمس الحزن والألم والحسرة تنبعث من أعماق الشاعر وهو يبكي بصمت رحيل الشمس بعيدا عن حياته: أصبحت لا ألقاك صرت سحابة عبرت على عمري كما يهفو النسيم، ورجعت للحزن الطويل ما زلت ألمح بعض عطرك بين أطياف الأصيل كل شيء صار بعدك صامتا الليل والقمر الذبيح الشمعة الحيرى ومزماري الجريح من يأخذ الأيام والعمر الطويل لتعود شمس مدينتي! يا شمس، فارسك القديم ما زال يبكي عمره بعد الرحيل لكن الفارس القديم، وإن بكى، يظل يخادع نفسه بالتمني أن تعود إليه يوما شمسه وأن يجمع القدر بينهما ثانية. وتحملني الأماني، حيث كنا فأسال عن زمان، ضاع منا وأعجب من ترى يغنيك عنا! فهان الحب يا قلبي، وهنا! أعاتب! هل ترى يجد العتاب، وقد أدمنت يا قلبي الغياب سنين العمر ترحل كالسراب، وأسأل أين الجواب ولا جواب. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة