أحس فعلا لكلماتي اليوم نبض الفرح، فرح يطير بي لعوالم لم أتوقع أنني سأدركها في حياتي، فرح أزال غم السنين وحزن الانكسار، وألم كلمة لا تخرج من الأفواه ولا تتعدى الحناجر لكنها واضحة عبرالنظر.. وكأنها العار والمسبة ( أنت امرأة ) .. حبيبنا وأبونا وناصرنا الملك عبدالله، أبرأ جراح روحي التي كانت تنزف.. زفها في 25/ 9 ليكن يوما نحتفل به في كل عام، يوم المرأة السعودية التي عانت الكثير والكثير. في الصباح وجدت رسالة من (هيلة) رسالة كرائحة الهيل ممزوجا بالزعفران.. لكني، شككت بأنها مزحة، ولم يسبق! أن مزحت (هيلة) معي. توالت رسائل التبريك من زميلات وزملاء عمل وحرف وصديقات... يا مي (امسكيني).. ومي ترد: يمه حقيقة. ) : إذا امسكيني لا يطيرني الفرح ) .. الآن أكتب مقالي وكلماتي ترقص بين أصابعي، وأسمع نبضها، وأسجد معها لله شكرا وامتنانا. وأعرف أن القرار سينفذ إن شاء الله، ولكن دائما نخشى قطاع الطرق وسارقي الفرح. والذين جعلوا من المرأة ألعوبة بيدهم وشغلهم، فأحالوا بشريتها لتكون صخرة ولو كانت هذه الصخرة او الحجر (جوهرة ) يمتعوا ناظريهم بها، دثروها ومنعوا حركتها، وقطعوا طرق سيرها، واتجاه النظر.. لقد ألفنا على أنه عندما تستحق المرأة مكانا لجدارتها قد نخنق ليفسح الطريق لرجل، مهما كان هذا الرجل أقل قدرات منها وأضعف تاريخا.. و عندما يتساوى اثنان رجل وامرأة فالرجل لابد ان يسبق، حتى ولو بدون مسابقة.. الأفضلية للرجال.. والمرأة يجب ألا تدخل إلا من الأبواب الخلفية.. ولا تستحق الصفوف الأولى مهما كانت،، فالصفوف الأولى محجوزة للرجال فقط.. نخشى ما نخشى قطاع الطرق، ونخشى فيما نخشى أيضا التجيش للنكت والمساس بالحقوق، في الاستهزاء بالمرأة وقدراتها، وفي ظروفها الطبيعية كالحمل والولادة والإرضاع.. وإقحامها كمواضيع للتندر على المرأة، رغم أن كل نساء العالم لديهن نفس الأجساد يحملن ويلدن ويرضعن، لكن يمارسن حقهن الطبيعي في الشأن العام، وفي صنع القرار . نعلم أن أسئلة انبعثت، وحق لها ان تبعث، وهي قد لا يشكل أغلبها صلبا أساسيا في الموضوع ، ولكن الذي شكل نقطة مهمة وهي: هل سيبقى المحرم متحكما بالمرأة بعد أن أصبحت ممن بيده صنع القرار؟ وكيف يمكن ان تصنع هي القرار في حين قرارها يمسكة رجل ( المحرم )؟ . أعتقد أنه سؤال وجيه. واللهم لك حمدا وشكرا يليق بمقامك.. وحمدا لله أن بلغني هذا اليوم، واللهم اعف عن كل الذين آلمونا كثيرا ووقفوا في طريقنا وسدوا المنافذ.. فالتسامح خير ما نعبر عنه ونحن في هذا اليوم ولنا مثل هذا الرجل الشجاع مليكنا ( عبدالله بن عبدالعزيز ) . جزاه الله عنا إحسانا كما أفرح قلوبنا ..