طالعت كغيري مانشرته «عكاظ» في عددها رقم 15842 الصادر في 24/1/1431ه ، المتضمن صورة موقف جسد النبل والشهامة في شخص المواطن خالد السنان مع جارته العجوز المتخمة بشتى أنواع الأمراض المستعصية، مع ظلم ذوي القربى وعقاب القدر وغدر الظروف وهي تجد نفسها في الشارع بعد أن اجتاحها ضيف ثقيل لم ولن تفرح بقدومه حتى وإن كان للحظات، فما بالك بأيام لم يحتمله فيها الكبار والرجال، بل ولا حتى المنازل المسلحة بكل أنواع السلاح الوقائي من حديد واسمنتيات وجسور وجبال وحواجز اسمنتية وبشرية؛ ذلك الضيف هو السيل الجارف الذي لم يرحم أحدا ولم يجامل أحدا ولم يشفق أو يحابي أحدا على حساب آخر في سيل وأمطار جدة الأخيرة. فكيف تحتمله امرأة عجوز تكالبت عليها الظروف من كل حدب وصوب بفقدان العائل ( الابن والزوج ) وفقدان الصحة بشتى أنواع الأمراض وفقدان المأوى مع السيول والأمطار فلا حول ولا عائل ولا مواس إلا الله الذي هو نعم المولى ونعم النصير سبحانه . لنشاهد على إثر تلك الفاجعة المؤلمة الكثير من المواقف الإنسانية العظيمة التي تسابق لها الكثير من الشباب والشابات الكبار والصغار وكأنهم أهل بيت واحد، تدفعهم لذلك روح الشهامة والنبل الذي نخشى فقدانه أحيانا فيجدده ثلة رائعة من شباب هذا الوطن وهذا الشعب النبيل. وخير مثال لذلك ما قام به الأخ خالد السنان وزوجته مع جارتهما وهو يحملها بين ذراعيه وكأنها طفلة له أو أنها والدته، يحملها وزوجته لإدارة الدفاع المدني في جدة كي تتسلم مبلغ 1000 ريال كبدل إعاشة ثم يعيدانها إلى مكان سكنها في وقت تخلى عنها الأقارب والأحباب وقهرتها الظروف والأسباب . ولعل في تلك الصورة عبرة لكل من له أب أو أم زج بأحدهما أو كليهما في دار العجزة بلا حب ولا مودة ولم يخفض لهما جناح الذل من الرحمة. ما قام به خالد السنان وزوجته يدل على صلاح هذه الأسرة المباركة فما أجمل أن تجد الزوج والزوجة يتعاونان في عمل الخير راجح ناصر البيشي جدة