أنهى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس واحدة من جلساته المعقدة وصعبة المراس على المساهم غير المحترف، وبالذات في الثلاث الساعات الأولى من الجلسة، ليغلق على ارتفاع بمقدار 15.38 نقطة أو ما يعادل 0.24 في المائة، وليقف عند مستوى 6409 نقاط. ويعتبر هذا الإغلاق إيجابيا نوعا ما على المدى اليومي ولكن بشروط يتطلب توفرها، ومن أهمها ألا يفتتح على تراجع، وأن يكون الإغلاق أعلى من مستوى 6439 نقطة وأن لا يكسر خط 6395 نقطة، ويعتبر خط 6375 نقطة أبعد التقديرات. وارتفع حجم السيولة اليومية إلى أكثر من أربعة مليارات، وكذلك ارتفعت كمية التداول إلى أكثر من 247 مليون سهم، ولم تكن إيجابية في كل الأحوال، حيث تحتاج السوق إلى الهدوء حتى لا تتضخم المؤشرات اليومية وتجني السوق أرباحها بشكل مباغت وتتأثر الأسعار في حال تلقيها أخبارا سلبية، فقد كان من الأمثل أن يكون إغلاقه أعلى من خط 6439 نقطة. وكان أمام المؤشر العام خلال الجلسة عدة خيارات، سواء من حيث الاتجاه العام أو التنقل بين القطاعات، ولكنه اتجه في الأخير إلى تحرك أسهم الشركات الخاملة مثل الكهرباء والتعمير والجماعي، وغالبا لا تتحرك مثل هذه الشركات إلا في نهاية موجة صاعدة، وذلك نتيجة اقتراب المؤشر العام من منطقة فاصلة بين المضاربين والمتعلقين بأسعار أعلى من الأسعار الحالية من جهة وبين صناديق البنوك من جهة أخرى، إلى جانب بدء تغلب سيولة المضاربة على السيولة الاستثمارية في أغلب فترات الجلسة، إضافة إلى ترقب السوق لإعلان نتائج أرباح شركة سابك السنوية، والتي من المتوقع أن تغير السيولة وجهتها إلى شركات معينة بعد إعلانها، وكان من الواضح تردد المؤشر العام بين الهبوط والصعود، ويعني إجراء عملية جني أرباح طبيعية في الأيام المقبلة ستفرز فرصا استثمارية على أسهم الشركات الصغيرة. وافتتحت السوق جلستها على ارتفاع طفيف، مع تدفق أحجام سيولة بشكل متسرع استطاعت أن تصل إلى مليار ريال قبل انتهاء الساعة الأولى من الجلسة، ما يعني أن السوق تمر بحالة تبادل مراكز بين التصريف والتدوير، وفي نطاق تذبذب ضيق وبالذات في الجزء الأول من الجلسة حيث لم يتجاوز 40 نقطة بين الصعود والهبوط، فالسوق في حاجة إلى خبر إيجابي يبث الطمأنينة في نفوس صغار المتعاملين والعكس، فإن أي خبر سلبي في الأيام المقبلة سيترك أثرا على الأسهم المتضخمة. وبرز أمس سهم الكهرباء كسهم قيادي جرى تحريكه نتيجة ضعف السيولة في سهم سابك واحتياج سهم الراجحي لسيولة أعلى من سيولته الحالية بتجاوز سعر 75.50 ريال والمحافظة على سعر 74.25 ريال، ساعد سهم الكهرباء في ذلك أنه من المتوقع أن يوزع السهم 0.70 هللة كعائد سنوي، وفي الساعة والنصف الأخيرة من الجلسة انطلق المؤشر إلى أعلى مدعوما من سهم الكهرباء وسجل أعلى قمة يومية عند 6224 نقطة.