كشفت مصادر صحافية إسرائيلية أمس إن قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إرجاء التصويت في مجلس حقوق الإنسان في جنيف على تبني تقرير لجنة تقصي الحقائق الأممية حول الحرب على غزة برئاسة القاضي ريتشارد جولدستون، جاء بعد تعرضه لتهديد إسرائيلي من جانب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) يوفال ديسكين. وأضافت المصادر أن ديسكين هدد عباس بأنه في حال رفض إرجاء التصويت على تقرير جولدستون، في بداية (تشرين الأول) أكتوبر الماضي، فإن إسرائيل ستحول الضفة الغربية إلى «غزة ثانية». كذلك هدد رئيس الشاباك، الخاضع مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإلغاء تسهيلات حركة الفلسطينيين في الضفة وإعادة الحواجز العسكرية التي أزالها الجيش الإسرائيلي خلال النصف الأول من العام الماضي. وحذر ديسكين عباس من أن رفض إرجاء التصويت على تقرير جولدستون سيجعل إسرائيل ترفض منح تصريح بتشغيل شركة الهواتف الخلوية الفلسطينية الجديدة «الوطنية موبايل» التي وقعت عقدا مع السلطة الفلسطينية، الأمر الذي سيضطر السلطة إلى دفع عشرات ملايين الدولارات كتعويض للشركة. ونقلت «هآرتس» عن فلسطيني مقرب من عباس قوله إن ديسكين حضر إلى مقر الرئاسة الفلسطينية في المقاطعة في رام الله برفقة دبلوماسي أجنبي جرت دعوته لزيارة المقاطعة في اليوم نفسه. ووفقا للدبلوماسي الأجنبي فإن إسرائيل مررت تهديدات مشابهة للسلطة الفلسطينية في تلك الأيام بواسطة ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي. ورفض الشاباك التعقيب على تقرير «هآرتس» بادعاء أنه ليس متبعا أن يتطرق الجهاز عبر وسائل الإعلام إلى جدول عمل أو اجتماعات رئيس الشاباك.