نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن الولاياتالمتحدة وإسرائيل اتفقتا على بدء المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الأول من شهر آب (أغسطس) المقبل، مشيرة في الوقت ذاته إلى عدم تحمس الفلسطينيين لهذه المفاوضات. وأضافت ان الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل سيكرس زيارته لرام الله نهاية هذا الأسبوع لإقناع رئيس السلطة الفلسطينية الرئيس محمود عباس بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة «وعدم إضاعة الوقت». ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التعقيب على الخبر. وكشفت صحيفة «هآرتس» أمس ان رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة (شاباك) يوفال ديسكين قام أخيراً بزيارة عمل لمدينة جنين شمال الضفة الغربية، حيث قضى يوماً كاملاً في ضيافة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. وأضافت ان ديسكين زار رام الله قبل أسابيع للغرض ذاته. وأشارت إلى أن ديسكين ومسؤولين رفيعين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قاموا بزيارات لمناطق السلطة بالضفة الغربية في السنوات الثلاث الأخيرة «التي شهدت تحسناً في العلاقات الأمنية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية»، التقوا خلالها كبار المسؤولين في السلطة وأجهزة الأمن الفلسطينية في رام الله. وأشارت الصحيفة إلى أن ديسكين «يعتبر حلقة الاتصال بين رئيس الحكومة الإسرائيلية وقيادة السلطة الفلسطينية» وأن نتانياهو كلفه الإشراف على تنفيذ «رزمة بناء الثقة» التي وعد بها واشنطن في زيارته الأخيرة لها، بهدف تشجيع السلطة الفلسطينية على دخول المفاوضات المباشرة. وقال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إنه يتحتم على إسرائيل إطلاق خطة سياسية جديدة للمفاوضات مع الفلسطينيين تتخلى عن مقاربة «الأرض مقابل السلام» وتقوم على مبدأ «تبادل أراض وسكان»، وهو المبدأ الذي يتبناه حزبه المتطرف «إسرائيل بيتنا» ويقضي بأن تضم إسرائيل الأراضي الفلسطينية غرب الضفة الغربية المقامة عليها مئات المستوطنات ويسكنها نصف مليون مستوطن، في مقابل «نقل» (ترحيل) منطقة المثلث داخل مناطق عام 1948 وسكانها (أكثر من 300 ألف فلسطيني) مع مدينة أم الفحم (ثاني أكبر المدن الفلسطينية في الداخل) إلى الدولة الفلسطينية. وأعرب عن يقينه بأنه على وشك إقناع أترابه في الحكومة بتبني هذه السياسة «التي ستحظى بتأييد 70 في المئة من الإسرائيليين». وأضاف انه يجدر طرح هذا المشروع للتصويت في استفتاء عام ثم طرحه على المجتمع الدولي. وتابع ليبرمان المعروف بمواقفه العنصرية العلنية ضد عرب الداخل: «لسنا في حاجة إلى المثلث وأم الفحم. ويجب أن يكون (رئيس بلدية أم الفحم سابقاً ورئيس الحركة الإسلامية) الشيخ رائد صلاح مواطناً (في الدولة الفلسطينية) معتزاً بمواطنته هذه، وهناك يحصل على حقوقه الاجتماعية». وزاد انه لا يعتقد ان السلطة سترفض مثل هذا الاقتراح «لأنها ستحصل على جمهور مثقف ومستقر اقتصادياً ذي وعي وطني فلسطيني».