ما كان لدور الصحافة السامي في معالجة قضايا المجتمع، أن يتبدى جليا واضحا أكثر مما تبدى خلال القضايا الساخنة والمواضيع الشائكة، وتظهر صحيفة عكاظ نموذجا مميزا يمثل ما تستطيع الصحافة أن تفعله خلال الأزمات، فقد أسهمت هذه الصحيفة ومعها أخريات، من خلال عدد من كتابها ومحرريها ومصوريها المميزين حقا، أسهمت إسهاما رائعا تستحق عليه التقدير، وذلك حين حملت مسؤولية تسليط الضوء على هذه القضايا، وتعمدت إطالة أمد بقائها تحت مساقط النور، كي لا تغيب في ظلمات التغافل والتناسي كما يحدث أحيانا لبعض القضايا الأخرى، كبرت أم صغرت، (وما في المصائب صغير). إلا أنه ما كان ل«عكاظ» ولا لغيرها من الصحف أن تسهم هذا الإسهام الفعال، لو لم تتوفر لها ساحة مفتوحة واسعة تتحرك فيها بلا قيد ثقيل يقصر خطوها ويشدها إلى ركن محدود لا تتعداه. وقد يبدو للبعض شيئا ممجوجا أن يأتي كاتب ليتغنى بحرية الصحافة وإفساح المجال لها لتخوض في قضية عظمى. ففي هذا العصر، إن لم تفعل الصحافة الورقية ذلك، فعلته نيابة عنها الصحافة الإلكترونية، فشبكات الإنترنت أتاحت للناس حرية كافية لنفث ما في صدورهم من غضب والتعبير عما يختزنونه فيها من غيظ وحسرات وإحباطات، وإن لم تمنحهم الصحافة حرية التعبير عن ذلك هجروها وانصرفوا إلى غيرها. وربما يكون هذا الكلام صحيحا، ولكن النقطة التي تهمنا هنا هي أن هناك تغيرا نحو الأفضل، وهو على أية حال، تغير يعكس الوضع العام في المجتمع ككل، بصرف النظر عن العوامل والأسباب، كما أن هذه الحرية الصحافية التي نتحدث عنها، هي وإن كانت لا تزال حرية غير مطلقة، وليست كما هو الحال في الصحافة الإلكترونية، إلا أن ذلك التقييد قد يكون أحد عوامل السمو بالصحافة الورقية عن أن تنحط إلى درك الإسفاف أو تزوير الحقائق فتتحول إلى ناقلة إشاعات أو قاموس شتائم. وفي ظني، إن هذا قد يكون من أفضل ما اتسمت به الصحافة خلال معالجتها، فعلى كثرة ما كتب ورغم كثرة المنتقدين واللائمين والمتهمين، إلا أننا لم نقرأ كلمة نابية، ولم نصطدم بانسياق الحديث نحو مسارات أخرى بعيدة تخدم أهدافا غير ظاهرة، وإنما بقي الحديث محصورا في القضية نفسها وما يتعلق بها من تداعيات لا أكثر. [email protected] فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة