الأحوال المدنية عالم آخر، وأكاد أجزم أن دهاليزها البيروقراطية من أسباب انتشار الصلع عند الرجال، ولكن ماذا عن معاناة النساء مع الأحوال المدنية؟.. (الله لا يوريك)، لأن الأحوال ما زالت ترى أن معاملات النساء (خارج دوام)، فعلى لو سبيل المثال، لو تطلقت امرأة من زوجها، فإنها ستكون مطلقة في الشريعة وأمام عائلتها فقط، أما من وجهة نظر الأحوال المدنية (التي تعني بالضرورة وجهة نظر جميع الدوائر الأخرى)، فإنها تظل زوجته حتى يتكرم بحذفها من بطاقة العائلة، بإمكانه أن يكتتب أسهما باسمها، بإمكانه أن يعالج امرأة أخرى إذا كان يتمتع بالضمان الصحي، وبإمكانه أيضا أن يفعل الكثير من الأشياء الخاطئة التي لا نحتاج إلى ذكرها باسم هذه المرأة التي لم تعد زوجته!. أما هي، فإنها لن تستطيع أن تستقدم سائقا أو خادمة باسمها ما لم يحذفها طليقها من بطاقة العائلة، بل إنها لا تستطيع إثبات أنها كائن موجود على سطح الأرض ما لم يصح هذا الطليق من النوم باكرا ويشعر بوخزات في ضميره ويذهب إلى الأحوال ويدخل في دهاليز الأحوال المعقدة من أجل امرأة طلقها!. لا يعتبر صك الطلاق كافيا لإثبات أنها لم تعد زوجته، بل يجب عليها أن تتصل بطليقها الذي وصلت معه أقصى حدود الخصام وتتوسل إليه أن يتكرم بإلغاء اسمها من البطاقة، أو عليها إقناع عائلتها بالتفاهم (بالمشعاب) مع هذا الرجل الذي اختلفوا معه وطلق ابنتهم. هذا بالنسبة لبطاقة العائلة، أما عن بطاقة الهوية الوطنية للمرأة فيقول أحد القراء إنه ذهب ليسحب راتب الضمان الاجتماعي الخاص بجدته (س.ص) التي تتجاوز السبعين ربيعا فوجد البطاقة موقفة، فتوجه إلى الضمان مع جدته (س.ص) وقدم للموظف بطاقة العائلة والتابعية (أيام أشرطة الكاترج) ولكن الموظف أصر على بطاقة الهوية الوطنية، أخذ جدته (س.ص) إلى الأحوال فطلبوا منه صورا شمسية لها، اقترح أن يصوروها عندهم (أريح.. وأستر) فرفضوا وقالوا: (أول صورها أنت.. وبعدين حنا نصورها)!، والله لو كانت أليسا لما صورت كل هذه الصور!، المهم أخذها إلى استديو الرجل الأنيق و(كشطها) كم صورة حلوة وعاد بها إلى الأحوال. طلب منه الموظف شاهدتين تثبتان أن (س.ص) هي (س.ص) فعلا وليست أليسا متنكرة، أحضر شاهدتين من عصور ما قبل النفط تعرفان (س. ص) منذ ولادتها، ولكن الموظف اشترط أن تحمل كل شاهدة منهما بطاقة هوية وطنية ورفض بطاقة العائلة (اشتغل استديو الرجل الأنيق!)، فيما بعد استأجر شاهدتين عند باب الأحوال شهدتا بأن (س.ص) هي الماثلة أمامهم رغم أنهما لا يعرفانها!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة