تتابع إمارة منطقة مكةالمكرمة، وجمعية حقوق الإنسان وديوان المظالم قضية رفع معاناة 23 ابنا بدأت بعد وفاة والدهم الذي توفى قبل 18 عاما في حادث مروري في مكةالمكرمة، كان قد تزوج تسع نساء طلق سبعا منهن وأبقى على زوجتين في ذمته قبيل وفاته، وبعد وفاة الزوج شرعت كل أم في البحث عن مأوى لأبنائها إذ أنه لم يعد يجمعهم مكان أو مناسبة سوى المحكمة في قضية إثبات هوياتهم التي أثبتتها الأحوال في ملف الأسرة وما يملكونه من مستندات ووثائق رسمية تؤكد أنهم سعوديون أبا عن جد. وكان الأبناء قد تقدموا بطلب إثبات هوياتهم في الأحوال المدنية في مكةالمكرمة التي اكتشفت وجود تزوير في الأوراق الثبوتية المتعلقة بهم وبعد مراجعة كامل ملف القضية تم اكتشاف عدد من المزورين وتمت محاكمتهم وإبعادهم عن البلاد، كما اكتشفت الأحوال المدنية تزويرا من قبل والدهم الذي سجل أبناءه في كرت العائلة تحت اسم إحدى زوجاته التي تزوجها بشكل نظامي وهذا مخالف لنظام الأحوال المدنية. وبعد أن تقطعت السبل بالأبناء تقدموا بشكوى لديوان المظالم، حيث لا مأوى ولا تعليم ولا صحة وحددت جلسة قضائية للنظر في معاملتهم التي لم يتم البت فيها ولا زالت معلقة، وبين الفينة والأخرى تتكشف لهم حقائق تؤكد لهم أن قضيتهم غاية في التعقيد. حليمة الابنة الكبرى لحسن هوساوي قالت إنه تقدم لخطبتها شاب وحين بادرت لتسجيل عقد النكاح في الأحوال المدنية تفاجأت بأنها متزوجة ولديها بطاقة الهوية الوطنية، أما شقيقتها أريج فقد فكرت بعد ضيق اليد أن تلجأ للضمان الاجتماعي لرفع الحاجة عن أسرتها كونهم يعيشون على هبات المحسنين فطلبت موظفة في الضمان الاجتماعي أن تزودها بخطاب من الأحوال المدنية إلا أنها ما لبثت أن تأكدت أن حالتها ليست بعيدة عن حال شقيقتها حيث يوضح الكشف أنها متزوجة ولديها أبناء وصادرة باسمها بطاقة أحوال، وأضافت طلبت من موظف الأحوال المدنية أن أطلع على صورة من تحمل اسمي لكنني لم أتعرف عليها ولا زلت فتاة ولم أتزوج. وأما بشير حسن هوساوي أحد الأبناء والوكيل الشرعي لأسرته في متابعة سير القضية قال «بعد أن طالبنا بإثبات هوياتنا طلبت الأحوال المدنية ضرورة حضور الأخ الأكبر بدر الدين فواجهنا صعوبة كبيرة في إحضار بدر الذي لم نكن نعلم مكانه قبل أن نكتشف أن والدته من الجنسية السودانية سافرت به بعد طلاقها من والدي إلى مسقط رأسها في السودان وأخذت معها ابنها بدر حيث كان رضيعا في ذلك الحين، وبعد بحث متواصل استطعنا الوصول لشقيقي الأكبر البالغ من العمر 30 عاما وهو متزوج، وأبلغناه بضرورة مراجعة الأحوال المدنية في مكة ومنح تصريح إقامة مؤقت، ولم تستخرج له بعد أوراقه الثبوتية، وأصدرت الأحوال شهادات ميلاد، وتمت إضافة جميع الأبناء في بطاقات كروت العائلة الجديدة لكننا لم نتسلمها وحفظت في ملف القضية»،