• أنا شابة جامعية، تعرفت منذ سبعة أشهر على شاب عبر الإنترنت ومن خلال لعبة تسمى ترافيان، وهي عبارة عن قرى تكون أنت ملكها تأمر وتنهي كيفما تريد، وكانت علاقتي به في البداية عادية، نتبادل الحديث حول مواضيع عادية تخص اللعبة، وبعدها أصبحنا نتواصل عن طريق الإيميل يوما بعد يوم حتى أتى ذلك اليوم الذي صارحني فيه بحبه لي، وفي البداية لم أصدقه، وكنت ألعب معه دور الفتاة صعبة المنال، إلا أنني استسلمت لحبه وسلمته قلبي لدرجة أصبحت متعلقة به ولا أتخيل حياتي بدونه، وقد أخبرني أنه يريد الزواج بي إلا أن وضعه المادي لا يسمح له بالزواج في الوقت الحاضر، والأمر الآخر الذي يؤرقني موقف أهلي وأهله فأنا حاليا طالبة بالجامعة وبقي على تخرجي سنتان، وأنا حائرة في أمور عديدة، هل أعطيه عنواني أم أدعه يبحث عني إن كان صادقا ويريدني زوجة له؟ وهل أنتظره وأرفض كل من يتقدم لخطبتي بحجة إكمال دراستي؟ وهل علاقتنا ستبقى سليمة ناجحة خصوصا أنه مقتنع بفكرة الحب ثم الزواج والحياة السعيدة؟ أصبحت أعيش في حيرة من أمري ولا أدري كيف أتصرف؟ نهى جدة عشت كل هذه الفترة يا ابنتي مع شاب عبر عالم افتراضي، به قرى تملكينها أو يملكها في عالم الخيال، وخلال هذه الفترة كنت ولا تزالين لا تعرفين عنه إلا ما يقوله عن نفسه، ولا تملكين أي مصدر آخر لمعرفته سوى هذا المصدر، ولا أعتقد أنك تجهلين حجم المشكلات التي نسمع عنها ونراها كل يوم نتيجة هذا العالم الافتراضي الذي يتيح للفرد أن يخترع اسما وواقعا وماضيا قد لا يمت لحقيقته بصلة، وأنت وصلت في علاقتك مع هذا الشاب إلى حد أنك تتصورين الحياة بدونه صعبة إن لم تكن مستحيلة، ترى هل هو صادق، وهل هو مناسب، وهل سيستطيع تحمل مسؤوليات الحياة الزوجية؟ لاسيما أنه قدم العذر بأنه لن يستطيع الإقدام على الزواج لأن ظروفه المادية لا تسمح له الآن، فما هي حقيقة ظروفه المادية؟ هل تعلمينها بدقة؟ كما أنت لا تعلمين متى يصبح مستعدا، أنت تسبحين في بحر مليء بالغموض، ومع ذلك تتصورين أنك تعرفينه، وبالتالي ربطت نفسك وعواطفك بمجهول، لا سيما أن بداية علاقتك بدأت بالمجهول، ولا تزال كذلك، ولو سلمنا لك بصحة السير وراء هذه العواطف الجياشة التي نشأت أساسا مع عالم افتراضي ورجل افتراضي، لا تعلمين حتى اللحظة ما إذا كان صادقا أم لا، هل من الحكمة أن تستمر لعبة الغموض وحسن الظن في موضوع مصيري بهذه الصورة؟ أنا لست معك في ترك الأمور عائمة، ولست معك في انتظاره ورفض كل فرص الزواج بحجة انتظاره لأنك لا تعلمين ما إذا كان سيتقدم لخطبتك أساسا أم أنه سيغيب عن ساحة حياتك، فأرقام حوادث غدر الشباب وغيابهم عن ساحة حياة الفتيات بمجرد أن يطلب منه أن يكون جادا في الزواج هي أرقام عالية، والعدد أكبر لأولئك الشبان الذين يغيبون عن ساحة الفتاة بمجرد حصوله على ما يريده منها، رجائي أن لا تضعي نفسك في مثل هذا الوضع وتسلمي أمورك المصيرية لشاب لا تعرفينه حق المعرفة، ضعي مدة محددة يتقدم خلالها لخطبتك بالطرق السليمة والصحيحة، فإن طرق الباب فأهلا به، وعندها ينبغي أن يخضع للسؤال عنه وعن شخصيته، وجها لوجه وليس عبر عالم افتراضي، وإن لم يتقدم لخطبتك فانهي هذا الموضوع وركزي على واقعك الدراسي، وأنت تعلمين حق العلم أنك قد لا تكونين الفتاة الوحيدة في حياته، فلقد رأيت وعرفت شبانا يربطون عشرات الفتيات بهم في الوقت نفسه، عودي من عالم ترافيان إلى أرض الواقع قبل فوات الأوان.