قبل ثلاثة أعوام، كنت طالبا في الجامعة، كنت مجتهدا ومحبا للدراسة، حتى أنني تخرجت في ثلاثة أعوام من أصل أربعة، وتوجهت للدراسات العليا حتى أشغل الوقت الذي أنتظر فيه الوظيفة وأتعلم وأحصل على شهادة «الماجستير»، كنت أحب، وكانت لدي خطة مرسومة بعد إكمال دراستي العليا، وعندما تلقيت خبر قبولي في الجامعة توجهت إلى أهلي وأبلغتهم بذلك وكنت أعتقد أنهم إذا سمعوا بهذا الخبر سيطيرون فرحا من أجلي، وسيباركون لي توجهي، وسأجد منهم كل عون ودعم، لكن للأسف الكل استهزأ وسخر مني بدعوى عدم حصولي على وظيفة، مما جعلني أتحطم وأنا الآن أغصب نفسي على الدراسة في مرحلة الماجستير، فماذا أفعل قبل أن أخسر همتي في طلب العلم؟ سالم جدة دعوى أهلك ليست صحيحة على الإطلاق، وأفكارهم خاطئة تماما بالنسبة لموضوع دراستك، فالبلد بحاجة ماسة لكل صاحب درجة علمية، وكونك لم تجد وظيفة بعد حصولك على البكالوريوس فهذا لا يعني أنك لن تحصل على عمل بعد الدكتوراة، نصيحتي لك لا تتوقف عند حدود الماجستير، فطالما تيسرت لك فرصة السفر والحصول على بعثة أكمل مشوار دراستك حتى الدكتوراة، والفرصة المتاحة لحامل الدكتوراة أكبر من الفرصة المتاحة لحامل الماجستير بالتأكيد، ولا تنس أن بعض الأهل لديهم اتجاهات سالبة نحو حامل الدرجة العلمية من باب الغيرة في بعض الأحيان، أنت بحاجة ماسة للوثوق بقدراتك التي هي أساسا عالية كما ذكرت في رسالتك فحصولك على البكالوريوس في ثلاث سنوات دليل واضح على جديتك وارتفاع درجة ذكائك، وبلدك في حاجة ماسة لأمثالك، فلا تدع أحدا يمسك خيوطك ويشدها كيف يشاء، امسك خيوطك بنفسك وثق بها وتوكل على الله وانه دراسة الدكتوراة وكن على ثقة بأن عملك مؤمن بعد عودتك سالما مظفرا بإذن الله.