في رسالة من الأخ سالم محمد غلام من المنطقة الشرقية سؤال عن واقعة المعتمد بن عباد مع زوجته اعتماد الرميكية حيث يقول الأخ سالم: إنه استمع من خلال قناة (...........) الفضائية لحديث شيخ بجبة يتكلم فيه عن المرأة وأنها متى ما غضبت تتنكر لكل ما كان لزوجها من حسن معاشرة ومعروف وإحسان وأن أكبر شاهد على ذلك ما كان من امرأة المعتمد بن عباد وزوجته دون أن يفصح المتحدث عما حدث، فهل لك أن تروي لنا الواقعة لعل فيها ما يفيد؟ وتحقيقا لرغبة الأخ سالم فإنني أنقل له من المراجع التي بين يدي حكاية المعتمد وزوجته اعتماد حيث تقول الرواية: قصة المعتمد بن عباد من أكثر القصص المؤثرة في التاريخ لأنها جمعت جميع المتناقضات من عز وسؤدد ثم أسر وسجن وتهجير وفقر إضافة لكونه شاعرا مبدعا ومتميزا. ولا يمكن استعراض قصة المعتمد دون استعراض قصة زواجه وحبه للجارية (اعتماد الرميكية) وما صاحب هذه القصة من أحداث مثيرة تحكي أروع قصص العشق الزوجي في العصر الأندلسي من ذلك أن المعتمد بن عباد كان في يوم يتنزه مع وزيره ابن عمار على ضفاف نهر الوادي الكبير قرب مرج الفضة، فأخذ المعتمد بمنظر الماء المتموج فقال: صنع الريح على الماء زرد . وطلب من ابن عمار – وهو شاعر – أن يجيزه (يكمل ما نظمه) فتوقف ابن عمار قليلا محاولا النظم وكان على شاطئ النهر جوار يملأن الماء في جرار فقالت إحداهن: أي درع لقتال لو جمد. فالتفت المعتمد إلى حيث الصوت فلم تكن الصورة بأقل جمالا من المنطق، فبهر بها وكان اسمها اعتماد، فسألهم ألها زوج؟ قالوا: لا، فاشتراها من سيدها وأعتقها ثم تزوجها وولد له منها: عباد الملقب بالمأمون، وعبيد الله الملقب بالرشيد، والملقب بالراضي وبثينة الشاعرة. كانت اعتماد السيدة الأولى الأثيرة في أشبيليه، تحتل مكانة بارزة في حياة المعتمد وكانت لسمو مكانتها وتمكن نفوذها يطلق عليها اسم (السيدة الكبرى) وكانت تسرف في دلالها على المعتمد. من ذلك أنها طلبت من المعتمد أن يريها الثلج، فزرع لها أشجار اللوز على جبل قرطبة حتى إذا نور زهره بدت الأشجار وكأنها محملة بالثلج الأبيض. كما روي أنها رأت ذات يوم بأشبيلية نساء البادية يبعن اللبن في القرب وهن رافعات عن سيقانهن في الطين، فقالت له: أشتهي أن أفعل أنا وجواري مثل هؤلاء النساء، فأمر المعتمد بالعنبر والمسك والكافور وماء الورد، وصير الجميع طينا في القصر، وجعل لها قربا وحبالا من أبريسم، وخرجت هي وجواريها تخوض في ذلك الطين، فيقال: إنه لما خلع وكانت تتكلم معه مرة فجرى بينهما ما يجري بين الزوجين، فقالت له: والله ما رأيت منك خيرا، فقال لها: ولا يوم الورد؟ تذكيرا لها بذلك اليوم الذي أباد فيه من الأموال ما لا يعلمه إلا الله تعالى فاستحت وسكتت واجمة. وقد تذكر المعتمد هذا اليوم وهو في سجنه في أغمات فأنشد يقول: فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا فساءك العيد في أغمات مأسورا ترى بناتك في الأطمار جائعة يغزلن للناس لا يملكن قطميرا برزن نحوك للتسليم خاشعة أبصارهن حسيرات مكاسيرا يطأن في الطين والأقدام حافية كأنها لم تطأ مسكا وكافورا هذه القصة باختصار. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة