استعرض صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية في إثنينية عبد المقصود خوجة البارحة الأولى مسيرة وهموم وتطلعات مهرجان الجنادرية وقطاع الحرس الوطني، وأكد أن القطاعات العسكرية والحرس الوطني خاصة، يفتح الأبواب أمام جميع المواطنين للالتحاق بهذا القطاع دون الالتفات للون أو عرق أو مذهب. وأضاف: «الحرس الوطني يفتح أبوابه لكل من يحمل الجنسية السعودية، كما هو قلب سيدي خادم الحرمين الشريفين مفتوح لكل مواطن دون النظر للأمور الثانوية». الشفافية والصدق وشدد الأمير متعب في بداية اللقاء على أهمية الشفافية والصدق، مشيرا إلى تقبله لأي سؤال مهما كانت طريقة الطرح. وقال: «هذه سياسة خادم الحرمين الشريفين التي أوصانا فيها بالصدق والوضوح في الطرح والتعامل». وبين الأمير متعب الدور المناط بالحرس الوطني في حالات الكوارث، وقال: «توجد في كل إمارة من إمارات المناطق غرفة للعمليات المشتركة تمثل جميع القطاعات الأمنية، وهناك خطة موجودة تحدد لكل جهة من الجهات الدور المناط بها في مثل هذه الحالات.. وأود أن أوضح أن دور الحرس في حالة الكوارث الطبيعية يتمثل في تأمين النقل حيث يوفر للمنكوبين وسائل النقل»، مشيرا إلى أن «مهام الحرس الوطني بشكل عام متعددة ومشتركة في الوقت نفسه، حيث يشارك مع القوات المسلحة في الدفاع عن الوطن وتأمين حدوده، ويشترك أيضا مع وزارة الداخلية في الحفاظ على الأمن الداخلي، ولهذا فإن مهام الحرس مضاعفة أكثر من أي قطاع آخر.. ولعلكم تذكرون دور الحرس الوطني في حرب الخليج، حيث كان من أول القطاعات العسكرية الموجودة على الحدود مع الكويت، وأي عمل يسند للحرس الوطني تأكدوا بأن الحرس سيكون في مستوى المسؤولية بما يملك من إمكانات تدريبية وفنية وبشرية». وتمنى الأمير متعب «أن تكون حادثة جدة قد انعكست بشكل إيجابي على كافة القطاعات، فيما يخص وضع الخطط الاحترازية وتنظيم العمل.. ورب ضارة نافعة.. كما آمل أن تستفيد جميع المناطق من هذا الدرس القاسي قبل حدوثه لا سمح الله في أي منطقة أخرى». خطوات تمهيدية وطرح الأمير متعب رؤاه الفكرية والثقافية والعسكرية بشكل يعكس عمق تجربته الحياتية الثرية في شتى المجالات. وأبرز رؤيته الشخصية لقيادة المرأة في إجابته على إحدى المداخلات، مؤكدا أنها «أمر مرهون بموافقة أو رفض المجتمع»، وقال: «قيادة المرأة ثقافة تحتاج إلى بعض الخطوات التمهيدية»، واقترح أن يتاح المجال لاستقدام السائقات لتقييم تلك التجربة ودراسة إيجابياتها وسلبياتها. وأضاف «يجب أن تتغير الأفكار الموجودة حاليا عند الشباب، ويجب أن ينظروا للمرأة بشكل مختلف حتى لا تواجه المرأة مزيدا من المشاكل». وبين الأمير موقفه الشخصي من قيادة المرأة «أنا لا أقف ضد قيادة المرأة للسيارة، لكني شخصيا لن أشعر بالراحة فيما لو رأيت زوجتي وبناتي يقدن السيارة، وآمل ألا يفسر كلامي بأني ضد قيادة المرأة للسيارة، لكن هذه نظرة شخصية مرتبطة بكل ما يحيط بالمجتمع من أفكار وعادات وتقاليد تحتاج للتطوير الإيجابي». الجنادرية والمرأة وحول دور المرأة في الجنادرية علق الأمير على مداخلة للشاعرة نورة القحطاني أفادت فيها بأن الأنشطة النسائية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة لم تحظ بالاهتمام المأمول، مدللة بعدم إفساح المجال أمام الشاعرات لكتابة أوبريت الجنادرية. وقال الأمير متعب: «إن الجنادرية تمنح للمرأة من الاهتمام ما تمنحه للرجل»، موضحا: «إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله عمدني قبل 6 سنوات بالبحث عن شاعرة تكتب أوبريت الجنادرية، وكلفت اللجان بالبحث عن شاعرة مميزة، وتم الاتصال ببعض الشاعرات المعروفات، ولكن لم يتم التجاوب بالشكل الذي يرتقي لمكانة المهرجان الثقافية، ولمسنا أن كثيرا من الشاعرات يتخوفن من خوض تلك التجربة.. وأنا لا أدري لماذا التخوف، ولكن تبقى أبواب الجنادرية مفتوحة لجميع الشاعرات لتقديم نصوص تستوفي شروط الأوبريت وتتكامل مع مكانة الجنادرية الثقافية والفنية». نواد للفروسية وطالبت الشاعرة القحطاني بوجود نواد للفروسية مخصصة للفتيات، إلا أن الأمير أكد أن هناك العديد من أندية الفروسية المخصصة للمرأة، مبينا «إن كثيرا من الفتيات السعوديات شاركن في مسابقات الفروسية في البحرين والإمارات وحققن مراكز متقدمة». وأضاف: «يحق للفتيات امتلاك الخيل والمشاركة بها في السباقات الرسمية، ولا يوجد أي عائق في هذا المجال أمام المرأة». وكشف مهندس الجنادرية الأمير متعب بن عبد الله أن المهرجان في دورته الجديدة سيقدم العديد من المفاجآت، مبينا «أن الجامعات السعودية ستشارك هذا العام ولأول مرة في البرنامج الثفافي للمهرجان». وقال: «إن المهرجان سيقدم العديد من الندوات المهمة، ومنها ندوة عن رؤية خادم الحرمين الشريفين للحوار، وندوة عن الرواية السعودية، وندوة عن السلفية وأمسية شعرية للشاعر سميح القاسم». المواقع التاريخية وطالبت الروائية نبيلة محجوب أن تسهم الجنادرية في الحفاظ على مواقعنا التاريخية التي تتعرض للإزالة خصوصا في مكة والمدينة المنورة. وحول هذه المداخلة أفاد الأمير متعب «إن هذا الأمر ليس من شأن الجنادرية»، وأوضح أن الحفاظ على المواقع التاريخية يدخل تحت مسؤولية هيئة السياحة، مؤكدا أن «السياحة وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان تؤدي دورا مميزا في سبيل المحافظة على إرثنا التاريخي والأثري». وطلبت إحدى الحاضرات المشاركة إتاحة المجال لأسماء جديدة للحضور إلى مهرجان الجنادرية وعدم تكرار الأسماء المدعوة في كل عام، فأشار الأمير متعب إلى أن الدعوة مفتوحة للجميع، وقال: «أتمنى من الراغبات بالمشاركة في الجنادرية التواصل مع اللجان؛ لنتمكن من توزيع الدعوات بحسب المتاح لنا من إمكانيات، وأنا سعيد أن أرى كل هذا الحماس لحضور أنشطة المهرجان».