واصل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس رحلة الهبوط الأخيرة التي بدأها من عند مستوى 6343 نقطة الأحد الماضي، ليسجل قاعا جديدا، أقل من قاع الجلسة السابقة عند مستوى 6238 نقطة، ليغلق على تراجع بمقدار 25 نقطة أو ما يعادل 0،40 في المائة ويقف عند مستوى 6266 نقطة، وهو إغلاق يميل إلى الإيجابية على المدى اليومي، حيث لديه اليوم حاجز دعم أول عند مستوى 6248 نقطة ثم 6238 وكسره بسيولة وكمية تداول عالية ربما يصل إلى هدفه المحدد عند مستوى 6212 نقطة، في حين لديه حاجز مقاومة أول عند مستوى 6288 ثم 6292 واختراقها ربما يواصل إلى 6322 نقطة. وبلغ حجم السيولة اليومية نحو 2.6 مليار ريال، وكمية الأسهم نحو 151 مليون سهم وتعتبر عالية مقارنة بالجلسات السابقة، استحوذ كل من سهم الإنماء والمملكة على أكثر من 71 مليونا منها، وارتفعت أسعار أسهم 22 شركة، وتراجعت أسعار أسهم 85 شركة. وافتتحت السوق تعاملاتها اليومية على هبوط، متأثرة بإعلان شركات قطاع المصارف والخدمات المالية، النتائج المالية الموحدة السنوية المنتهية في 31/12/2009م، التي جاءت في أغلبها مخيبة للآمال خصوصا في نظر السيولة الاستثمارية، ما جعل السوق تعجز عن استيعاب الصدمة خلال اليومين الماضيين، مع ملاحظة أنها حاولت التنفس في أغلب فترات الجلسة، إلا أنها واصلت البقاء تحت وطأة الأخبار السلبية، وفي انتظار إعلان نتائج الشركات المتبقية من القطاع نفسه وبالذات شركة الراجحي، على أمل أن تكون القشة التي يتعلق بها الآخرون، إضافة إلى إعلان أرباح الشركات القيادية الأخرى، لا سيما شركات القطاع البتروكيماوي، حيث أصبحت السوق تبحث عن إعلان نتائج أرباح إيجابية لشركة قيادية. ومن اللافت أن هبوط السوق يأتي تدريجيا، ما يعني أن هناك ارتدادا للمضاربين، حيث يعتبر الهبوط الأخير إيجابيا وصحيا ومتوقعا، وقد أشرنا إليه في التحليل اليومي منذ مطلع الأسبوع الحالي، وتم تحديده، بشرط ألا يكسر نقاط الدعم الجيدة في الأيام المقبلة، ولعل من أبرزها خط 6175 نقطة هذا بالنسبة إلى المضارب، فالهدف من هذا الهبوط هو ترتيب المحفظة من جديد للمستثمر، مع ملاحظة أن السوق لم تعط إشارة بدخولها، حتى المضاربة اليومية تكون بأقل من نصف السيولة، مع أهمية اختيار السهم بعناية، فالصناديق لم تعد تجد مشتريا غير المضارب اليومي، وتعتبر الفترة الحالية أكثر الفترات غموضا في تحديد اتجاه السوق؛ نظرا لحالات الإعلان عن النتائج السنوية، فهناك أسهم يتم التصريف عليها وأخرى يتم التجميع عليها على دفعات وبأسعار متفاوتة، حيث تتقارب سيولة الشراء مع سيولة البيع في أغلب فترات الجلسة، ومن المتوقع في الأيام المقبلة أن يلتف المؤشر العام حول خط 6265 نقطة كثيرا، إلا إذا ما دخلت سيولة استثمارية هدفها التوطين. وتعتبر تعاملات اليوم الأربعاء استثنائية، حيث يتزامن إغلاقها مع الإغلاق الأسبوعي، الذي اعتاد المساهمون إجراء مضاربات حامية، مع أهمية توفير جزء من السيولة تحسبا لصدور أخبار سلبية خلال الإجازة الأسبوعية، خاصة أن الفترة الحالية (فترة تغيير المراكز) تعتبر فترة إعلان الأرباح السنوية من أكثر الأوقات تعقيدا وحيرة بين الدخول والخروج.