كلنا نشتري التأمين بدون ثقافة تأمين، والمواطن الملزم بالتأمين، مثل من يمتلك سيارة، أو تؤمن عليه شركته صحيا «ببوليصة» تأمين محددة تغطي بعض الحالات، أو المواطن الذي يختار التأمين درءا لعوادي الزمن، كلاهما، يجد نفسه في شبكة من الإجراءات التأمينية التي تحاول الكسب منه قبل أن تعطيه حقه، وكون بعضنا لا يلجأ للمحامي بسبب الثقة بالحق، أو بسبب صغر المبالغ على توظيف محامين يتعرض المواطن لحالات تؤخر تعويضه، أولها المساومة على حقه من بعض ضعاف النفوس من وكلاء التأمين، وهدفهم توفير مبالغ على حساب هؤلاء، وثانيها تأخير مستحقاته بدعوى مثل أن المتسبب بالضرر هو شخص آخر عليه أن يدفع للشركة لتدفع هي بالتالي للمواطن مثل ما حدث في فاجعة جدة، حيث وجد المتضررون من الفاجعة من يقول لهم إن الموضوع متعلق بالمتسبب وليس بشركات التامين. الذي أعرفه أن شركات التأمين تقوم برهان على حدوث ما يلزمها بدفع المال بنسبة أكثر مما تحصل عليه، على سبيل المثال أن مليون مؤمن على السيارة قد لا يصاب منهم في حوادث خلال السنة أكثر من عشرين ألفا، فيمكن تغطية التكلفة، وهي في النظم العالمية ملزمة بالدفع فورا لتخفيف الضرر، حسب مفهوم التأمين العالمي، فحق المواطن هو حق مدفوع من الشركة، مقابل أنه راهنها في المقام الأول رهانا تكافليا، أو غير تكافلي. من حق شركات التأمين تتوقع الربح من حالة السلامة، والأمن، بينما المواطن يدفع ماله في مفهوم «ماذا لو حدث» لي حادث، أو أصابني مرض، والشركة سواء كانت شركة تأمين محلية، أو عالمية هي تشتري التأمين من شركات أخرى محلية أو عالمية، وهو ما يعرف «بالتأمين، وإعادة التأمين» وهذا يعني أن شركة التأمين هي بنفسها مؤمنة عند شركة كبرى بنسب مختلفة، ولكنها بدءا ملزمة بدفع المال للمتضرر حسب النظام، وبنود العقد، وليس بأسلوب المساومة الجارية الآن، فالفكرة هي تخفف الضرر فورا، ثم التحقيق ومطالبة المتسبب، أو المحتال عليها في وقت لاحق، وإذا كانت شركات التأمين «الحديثة لدينا» لن تتميز بالسرعة، ولديها نظام يلزمها بتأخير الحقوق في سبيل التحقيق، كما حدث من تصريحات بعض شركات التأمين في فاجعة جدة، ومن حالات كثيرة متكررة يعاني منها المواطنون فعلى وزارة التجارة، أو المالية، أو أي جهة حقوقية تثقيف المواطن حول هذا المفهوم. الموضوع طويل لا تتسع له هذه الزاوية، ولكني أتمنى أن يصير موضوع نقاش لإحقاق الحق، والبدء في تثقيف المواطن حول عقود التأمين، وإعادة التأمين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة