تكتسب القمة السعودية السورية التي تعقد غدا في الرياض، بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد، أهمية قصوى كونها تتم في الوقت الذي تشهد المنطقة العربية تحركات سياسية دولية وعربية، بهدف تحريك عملية السلام المجمدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتعزيز الوحدة الفلسطينية بالإضافة إلى الحراك الدبلوماسي الذي تقوده الرياض؛ لدعم التقارب والتضامن العربي في مواجهة الصلف الإسرائيلي. وأبلغ الدكتور عماد شعيبي رئيس مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية في دمشق «عكاظ»، أن قمة الرياض تهدف إلى تحقيق جملة من المعطيات من ضمنها، تعزيز التفاهم، وتقوية موقف المفاوض العربي، في حالة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وهو متوقع على ضوء نشاط الدبلوماسية الأمريكية الحالية، ورغبتها في إحداث اختراق إيجابي على ذلك المسار، بالإضافة إلى تفعيل الحوار السياسي بين الرياضودمشق؛ بهدف تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة. وأفاد شعيبي أن قمة الرياض ستناقش بشكل تفصيلي المستجدات والمجريات على الساحة العربية وملف الصراع العربي الإسرائيلي، وكيفية وضع استراتيجية عربية لمواجهة الموقف الإسرائيلي المتعنت. وتابع قائلا «إن الرياضودمشق والقاهرة تعتبر دول التوازن في المنطقة، وعندما تكون العلاقات بين هذه العواصم في أوجها فإن ذلك ينصب لمصلحة تعزيز العمل العربي المشترك». وحول انعكاس الحراك السياسي الذي تقوده الدبلوماسية السعودية على تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، قال إن التحرك السعودي السياسي، والجولات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أخيرا لدمشق والقاهرة تصب في مصلحة إعطاء دفعة للتقارب ولتعزيز التضامن العربي. وأشار شعيبي أن الرياضودمشق حريصتان على الوصول إلى إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، والوصول إلى حلول عادلة وشاملة للصراع العربي الإسرائيلي وفق قرارات الشرعية ومبادرة السلام العربية، وفي الوقت نفسه مواجهة تحديات المرحلة المقبلة والتي تتطلب تشاورا وتنسيقا للحفاظ على الأمن القومي العربي. إلى ذلك، أوضحت مصادر سعودية، إن الملك عبدالله سيقيم مأدبة عشاء تكريما للرئيس بشار الأسد والوفد الرسمي المرافق، تعقبه جلسة مباحثات رسمية.