تتشابه جرائم تهريب المخدرات وجرائم الإرهاب؛ من حيث أن كلا النوعين من الجرائم عابر للقارات والدول، فكما تتوزع عصابات الإرهاب على الدول والقارات بحيث تكون قياداتها في موقع، والمنظرون لها في موقع آخر، والداعمون في موقع ثالث، والمنفذون في موقع رابع، فإن عصابات تهريب المخدرات يتوزعون بين القارات والدول؛ بحيث يمكن أن تكون مصانع المواد المخدرة في بلد، والمهربون في بلد ثان، والمستهلكون في بلد ثالث، بينما رؤساء تلك العصابات يقيمون في بلد رابع بعيداً عن أية شبهة أو ملاحقة. وإذا ما كان القضاء على الإرهاب والرؤوس المنظرة له والمخططة لعملياته والممولة لخططه يقتضي تعاوناً دولياً تهدف من خلاله الدول إلى حماية شعوبها وسلامة أمنها واستقرار كياناتها، فإن القضاء على تهريب المخدرات يقتضي القدر نفسه من التعاون سواء على مستوى الملاحقة الفعلية للمهربين أو تمرير المعلومات التي تمكن من إفشال خططهم أو القضاء على مصانعهم التي تنتج السموم ومزارعهم التي تنمو فيها النباتات المخدرة، وبدون هذا التعاون سوف تبقى عصابات تهريب المخدرات مستفيدة من الفراغات التي يتركها غياب المعلومة من ناحية وعدم وجود خطة مشتركة للمراقبة والرصد وتقصي الحقائق تسهل القضاء على هذه العصابات، وسوف تبقى الجهود المنفردة للدول مجرد محاولات مؤقتة تستنزف الجهد والمال والأرواح كذلك، وتتكرر بتكرار المحاولات المستمرة لتلك العصابات اختراق التحصينات التي تقيمها الدول لحماية حدودها. وإذا كانت الأجهزة الأمنية قد حققت انجازاً مهماً حين أحبطت تهريب ثمانية ملايين حبة مخدرة وألقت القبض على مهربيها ومستقبليها، فإن الإنجاز النوعي إنما يتمثل هذه المرة فيما قدمته وزارة الداخلية من معلومات للأمن في تركيا ساهم في ضرب عصابات ومصانع المخدرات في موطنها الذي تجيء منه، وبمثل هذا التعاون يمكن للدول أن تحمي شعوبها من هذا الوباء القاتل المتمثل في المخدرات. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة