منذ أربعة عقود تسكن ماهر طامي وحيدة في منزلها الكائن في حي غليل (جنوبي جدة) بعدما توفي زوجها وابنها الوحيد ليتركاها وحيدة دون أسرة تهتم بأمرها أو قريب يزورها، حيث تواجه الحياة بدموع يسكنها الألم وجسد أعاقه الشلل وأزمات قلبية تهدد حياتها طوال الوقت وتحرمها لذة العيش دون أن يتوفر لديها امتيازات مالية أو عائلية باستثناء جيرانها الذين يسعون بشتى الطرق لمعاونتها. ففي يوم أسود بحسب وصف السيدة ماهر زارها في منزلها ضيف غير محبوب دمر كل ما تبقى من ذكرياتها السعيدة وطمسها بألوان ترابية ضاعفت من مشاكلها في الحياة، ناهيك عن تكوم مخلفات هذا الضيف بين أركان منزلها مشكلا بحيرات مائية تزيد من معاناتها ومن فرص استحداث أمراض جديدة في جسدها الضعيف الذي لا يكاد يحتمل لسعة بعوضة واحدة. رغم ذلك لم يتوقف جيرانها عن مساعدتها في موقف يعزز مدى الترابط بين الجار وجاره فعند طلب اللجنة المالية التي تصرف بدلات السكن والإعاشة حضورها في إدارة الدفاع المدني لاستلام بدل الإعاشة المقرر لها، لم تجد سوى جارها خالد السنان وزوجته لاصطحابها بين جموع المراجعين لإنهاء إجراءات تسليم الشيك الذي لم يتجاوز 1000 ريال. يقول السنان «كنت أراجع في معاملتي ومعاملة جارتي طوال الفترة الماضية وتم إصدار أول شيك لها بمبلغ ألف ريال، وعند زيارة لجنة حصر الأضرار لمنزلها أفادت أن منزلها غير قابل للسكن كونه متضررا بالكامل وسيتم النظر في أمرها». ويروي خالد معاناة جارته التي دمر السيل منزلها بالكامل بالقول «ليس لهذه المرأة المسكينة أقارب من قريب أو بعيد للسؤال عنها، وحالها يرثى له كونها تحمل العديد من الأمراض المستعصية ويضعها في دائرة العجز النفسي والمادي في ظل عدم وجود عائل لها».