يطلق صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، المؤتمر الدولي لمعالجة ظاهرة الإرهاب الذي تنظمه الجامعة الإسلامية تحت عنوان «الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف» في المدينةالمنورة من 12 إلى 14 ربيع الآخر المقبل. وأوضح مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا، أن المؤتمر يهدف إلى نشر أدب الاختلاف وثقافة الحوار، ترسيخ قيم التفاهم ونشر روح التسامح، قفل أبواب التآمر على الإسلام وتحسين صورة الدين والمتدينين، وإعادة أبناء الجلدة الواحدة الذين انساقوا وراء إغراءات التحريض والتمويل الخارجي إلى كنف وطنهم وذويهم. ورأى العقلا أن المتأمل في الأحداث يجد أن الإرهاب الذي طال البلدان الإسلامية كانت وراءه أياد خفية، وتمويل وتحريض خارجي استهدف استخدام الأحداث وذوي المآرب الخاصة لأن يكونوا أدوات لتدمير أوطانهم ومجتمعاتهم، ووسائل لزعزعة الأمن والاستقرار فيها. وأشار مدير الجامعة الإسلامية إلى أن المملكة من طليعة الدول التي طالتها يد الإرهاب وتصدت له أمنيا وعالجته فكريا عن طريق المؤتمرات والاتفاقيات الجماعية والثنائية، مثمنا باسمه وباسم منسوبي الجامعة للأمير نايف بن عبد العزيز افتتحاه للمؤتمر. وأفاد مدير الجامعة الإسلامية أن المشاركين في المؤتمر يسعون إلى تحقيق المعالجة الفكرية للإرهاب حتى تتواكب وتتضافر المعالجة الفكرية مع المكافحة الأمنية، وتعزيز الأمن الفكري في المجتمعات الإسلامية. وبين العقلا أن المؤتمر سيناقش في محاوره الغلو في الدين، مجاوزة الوسطية، الجهل بالدين، سوء الفهم للنصوص الشرعية، اتباع المتشابه منها، التأثر بفكر الخوارج والتفسيرات الخاطئة لقضايا التكفير والجهاد والولاء والبراء، والنيل من ولاة الأمر والتشكيك في العلماء والإعراض عنهم. وتتضمن المحاور، الاستفزاز الإعلامي وانعكاساته على الممارسات الخاطئة لحرية الرأي وانفلات السلوك، الفراغ الفكري وتأثيراته على الاستخدام السيئ لتقنية الاتصالات الحديثة، الأيدي الخفية المحرضة، التمويل الخارجي، التغير الحادث في المجتمعات البشرية، ضعف دور الأسرة، البطالة وانحسار الطبقة الوسطى، وضعف ثقافة الحوار مع الآخر. وتشمل المحاور، الاجتهاد في الدين من غير أهلية، شيوع الفكر التكفيري، استباحة الخروج على الأئمة والولاة، النقد الاجتماعي غير المسؤول، التصوير الزائف للإسلام في وسائل الإعلام، ازدواجية المعايير في قرارات وممارسات المنظمات الدولية، الاستخدام المفرط للقوة والإبادة الجماعية ضد المسلمين، أطماع الهيمنة الغربية على البلدان الإسلامية، وأنظمة اللجوء والهجرة والملاذ الآمن للمتطرفين. وتبحث محاور المؤتمر في مخاطر الإرهاب وآثاره، والمعالجة الفكرية لظاهرتي التطرف والإرهاب عن طريق تناول جهود المملكة في المعالجة الفكرية للإرهاب ودور مركز الملك عبد العزيز الوطني للحوار في نشر أدب الاختلاف وثقافة الحوار، والعلماء في تصحيح التفسيرات والمفاهيم الخاطئة لقضايا التكفير والجهاد والولاء والبراء، وبيان حقوق الولاة. وستتناول المحاور، الأثر الفاعل لتطبيق الحدود الشرعية في مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن، دور الأسرة في تحصين أبنائها ضد التطرف والإرهاب وتعزيز الانتماء الوطني لديهم، المؤسسات التعليمية ودورها في توجيه طلابها نحو الوسطية والاعتدال، والتوظيف الأمثل لوسائل تقنية الاتصالات الحديثة في نشر فكر الوسطية والاعتدال. وستتطرق محاور المؤتمر إلى مسؤولية الإعلام العالمي عن إذكاء روح التسامح ومحو صورة الإسلام المشوهة من ذاكرة العقل الغربي، ومسؤولية المنظمات الدولية إزاء تجنب ازدواجية المعايير حيال قضايا المسلمين.