عندما قرأت عبارة (كلما زادت معرفتك، تنامى عدد رفوف الكتب غير المقروءة لديك) أحسست برضى غامض عن نفسي لا لأنني ازددت معرفة، ولكن لأنني لست الوحيد الذي تتراكم كميات الكتب التي يقتنيها ولم يجد الوقت لقراءتها بعد. ولكن هذا الرضى الذي تولد من عبارة نسيم طالب الواردة في الصفحة الأولى من الفصل الأول لكتابه (البجعة السوداء) سرعان ما تبخرت عندما مضيت في قراءة عدة صفحات إضافية من الكتاب، فهذا الكتاب الذي سجل أعلى المبيعات وقالت عنه صحيفة التايمز (كتاب آسر .. إنه شديد الإثارة للفكر) وترجم إلى كل لغات العالم الحية يكشف عن خلل عظيم في كل القناعات والأسس التي تركزت في دواخلنا على أنها حقيقة مطلقة معيدا الاعتبار للتداعيات غير المتوقعة. وإذا كان المجال الاقتصادي هو الفضاء الذي حلقت فيه فرضيات واكتشافات الكاتب إلا أن الفضاء الفلسفي للعموم يحتمل كل شيء قائم في حياتنا. الصدمة الثانية والأكبر لي بعد المضي أكثر في قراءة البجعة السوداء أنه كتاب صعب جدا ولا يمكن إيجازه بسهولة ويجب أن تكون صبورا وضالعا في الفلسفة والرياضيات كي تتواصل مع صفحاته. المهم، أنه مادام هذا الكتاب هو الأكثر مبيعا على قائمة (نيويورك تايمز ) فلا يمكن لنا أن نسأل لماذا تتقدم أمريكا دائما. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة