نتفق جميعاً على أهمية القراءة، ونعرف أن هنالك اكثر من نوع للقراءة منها القراءة لأجل الدراسة والتحصيل والقراءة لزيادة المعلومات والقراءة للتسلية والترويح وتزجية الوقت، عموماً القراءة بأنواعها المختلفة جيدة، ونتفق أيضاً بأن الكتاب خير جليس في الزمان، مع منافسة جهاز الحاسب الآلي في الوقت الراهن، ولكن يبقى الكتاب له وضعه الخاص. ثمة أمر مهم وهو التعود على اقتناء الكتاب، وهذه تبدأ منذ السنوات الأولى للطفل فعندما يحصل الطفل على كتاب مطبوع يحتوي قصة مشوقة برسوم جميلة سيدفعه هذا إلى البحث عن كتاب آخر، وهكذا و سيتربى على حب القراءة، ويحرص عندما يكبر على شراء الكتب أو زيارة المكتبات، للأسف أن كثيرا من الأسر لم تعود أطفالها على قراءة كتبهم الخاصة، إضافة إلى أن المكتبات المدرسية بالذات في المرحلة الابتدائية لم تفعل وتهيأ بصورة جيدة لتعويد التلاميذ على قراءة القصص أو الكتب المفيدة المبسطة. وهنا نتساءل هل هنالك طريقة لجعل الكتاب يدخل كل بيت بسهولة، بالطبع ومن موقعي هنا في جريدة الرياض أقول إن هذه الجريدة مع العديد من الصحف العربية تقدم وجبة ثقافية شهرية جيدة تسمى "كتاب في جريدة"، يوزع مجاناً، لن أتكلم عن ما يحتويه الكتاب، ولكن فكرة توزيع الكتاب وإن لم يكن أخذ شكل الكتاب بالضبط، ولكن بكل تأكيد يعد كتاباً، أقول فكرة توزيع الكتاب تدفع كثير من قراء الصحيفة إلى قراءة هذا الكتاب، ومن ثم البحث عن كتاب آخر لقراءته، وعندما يعجب قارئ بكاتب معين نشر له في كتاب في جريدة سيبادر بالبحث في المكتبات عن كتبه الأخرى، كتاب في جريدة ليس الوحيد في العالم العربي، بل هنالك كتاب يوزع مع عديد من الصحف العربية ضمن سلسلة الكتاب للجميع يأتي على شكل كتيب، من تلك الصحف جريدة القاهرة المصرية الثقافية، وأتمنى أن تبادر إحدى المؤسسات الصحفية السعودية بالمشاركة بتوزيع طبعة السعودية من هذا الكتاب المجاني وتوزيعه شهرياً مع صحيفتها، كما هي مبادرة جريدة الرياض، وعندما نتحدث عن الكتيبات، فهنالك ظاهرة جيدة بدأت بعض الدوريات بتنفيذها وهي إرفاق كتيب مع كل عدد شهري يصدر من الدورية، وأقرب مثال المجلة العربية التي دأبت منذ سنوات بتقديم كتيب صغير يرفق مع كل عدد، هذه الظاهرة اتسعت حيث كانت مبادرة مجلة دبي الثقافية بتوزيع كتيب مصاحب وكذلك مجلة الكويت، وأرى أن لهذه الكتيبات فائدة كبيرة في أولاً سهلة لا تحتاج وقتاً طويلاً لقراءتها، الأمر الآخر إن وصول الكتاب ولو كان كتيباً لا يتجاوز صفحاته الأربعين صفحة إلى كل منزل يكون حافزاً للقراءة، فبكل تأكيد أن أفراد الأسرة ستتصفح ذلك الكتيب ومن ثم يبدأ مشوار القراءة، وهنا أقول شكراً لمن بدأ بمبادرة توزيع الكتاب بدءاً بجريدة الرياض وانتهاء بكل الدوريات العربية.