في الوقت الذي يقدم لك التاريخ: الصراعات والحروب كأحداث لم يكن ممكنا اجتنابها، يقدم لك كتاب «البجعة السوداء» ل «نسيم نيكولا طالب» رؤية فلسفية تجلس كتابة التاريخ على خازوق حقيقي، كاشفا الزيف الكبير لهذه الأدبيات الاسترجاعية المسماة بالتاريخ أدبيات «استرجاعية» لأنها كتبت بعد حدوث الأحداث، فكان أصحابها يعيشون وهما أخلاقيا ربما الوهم بضرورة إيجاد تفسيرات منطقية لما حدث، وهم تحت وطأة مثل هذا الواجب يتحركون بقصد ولكن دون نية سوء نية بالضرورة لتشويش المشهد، يمكنك حذف بعض النقاط من مفردة «تشويش» هذه فهم يقومون ب « تسويس» أسنان الحكاية بتحليلات لم تكن في صلب المشهد لحظة مروره الحقيقية على هذه الحياة. «البجعة السوداء» كتاب جيد للقراءة، وهو أحد أكثر الكتب انتشارا هذه الأيام رغم حجمه الكبير نسبيا، ورغم أنه يعرض علينا ببذخ فلسفي فائض عن الحد: كم نحن نسيء فهم نسيج هذا العالم الذي نعيشه.