يؤكد النص البصري على قوته وقدرته على إحداث التغيير عندما يوصلنا إلى تدوين موقف أو مخالفة أو حادثة ويحرك الراكد، وليس أبلغ من المساحة المخصصة والثابتة للنص البصري المدرج في صحيفة «عكاظ» تحت مسمى «صورة حتى تختفي» في إدانة موثقة للأخطاء البشرية والتي نستطيع تصنيف بعضها بأنها أقرب إلى ارتكاب جريمة صريحة في حق الناس. ماذا يعني ترك «أعمدة» وليس عامود كهربائي واحد يتضح في الصورة توسطه للطريق السياحي المؤدي لمنتزهات الشعف في بللسمر وقد سببت الكثير من الحوادث المرورية، خصوصا في موسم الضباب، والصورة نشرت مرارا ولم تتم معالجة وجود أعمدة الكهرباء على خطورتها، وصولا إلى الصورة رقم خمسة وخمسين.! وشهدنا إزالة الأعمدة في صورة أخرى توثق لهذا الحدث وتؤكد إحداث التغيير وانتصار النص البصري ونزع الأعمدة لاحقا بعد ثاني تدخل من أمير منطقة عسير، ومايؤسف له أن هذه الصورة إلى جانب كشف حالة العشوائية وتدني أداء الأجهزة المعنية وصولا إلى تعريض حياة الناس للخطر، تشير إلى تخبط إداري وتداخل بين صلاحيات البلدية وأمانة المنطقة وشركة الكهرباء وهذا التداخل يدفع ثمنه المواطنون. وأدهشني أن متابعة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير شخصيا واهتمامه بسرعة معالجة وضع أعمدة الكهرباء في طريق الشعف يبدو أنها لم تكف المسؤولين في الخطاب الأول، إذ طالبهم في خطاب «عاجل» هو الثاني خلال أيام بسرعة الإفادة عن سبب عدم معالجة الوضع وإزالة الأعمدة. إن وضع أعمدة «الغفلة» بتلك الطريقة المستهترة له مؤشراته ودلالاته التي تعني أن هناك شعورا بأن من وضعوها بمأمن وربما لن يحاسبوا، وبعد إزالة الأعمدة تناولت «عكاظ» صورة أخرى تطرح معاناة وجود كتلة خرسانية تتوسط الطريق المؤدي إلى مستشفى ظلم وتشكل خطرا حقيقيا على سالكي الطريق، خصوصا في المساء لعدم توافر الإنارة، وتواصل الصحيفة نشر الصورة يوميا حتى تتم معالجتها، إنه إهمال لا يليق ليس فقط لأنه يؤدي إلى العبث بأرواح الناس واسترخاصها، بل لأن وضعا مزريا وقصورا مع سبق الإصرار يعتور أداء الجهات المختصة في تلك المناطق. ومن حقنا كمجتمع المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذا الاستهتار العلني؛ لأن وجودهم في سدة المسؤولية تكليف، وأن لا يقيموا وزنا لأرواح الناس يضع أمامنا سؤالا حائرا .. بأي المعايير تم تعيينهم إذا كانت أرواح الناس ليست على قائمة اهتماماتهم؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة