يبدو أن الجسد الإداري لمحافظة بللسمر في منطقة عسير، لا يكتفي بأن يفرض على المحافظة وأهلها العيش خارج كوكب الأرض، بل يضرب مثلا صارخا في الاستهتار بأرواح البشر. وعلى طريقة لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم، تمعن المحافظة، بمحافظها وبلديتها وشركة الكهرباء فيها وكل من له علاقة بالفضيحة الثابتة الراسخة التي تتوسط الطريق السياحي المؤدي لمنتزهات شعف في المحافظة، تماما كما هي ثابتة راسخة في «صورة حتى تختفي» منذ 41 يوما دون أن تعالج حتى تختفي. أعمدة تيار الكهرباء تتوسط الطريق متوعدة بالموت كل من يقترب أو يسلك الطريق. وكونها تعترض الطريق فلا يحتاج الأمر سوى ارتطام سيارة بأحد الأعمدة، أو هبوب عاصفة أو هطول أمطار غزيرة حتى تسقط الكيابل الناقلة للتيار الكهربائي وتصعق من حولها فيلفظ أنفاسه في لحظات. وقد يفهم من تهاون الجهة المعنية في بللسمر أنها أصيبت بالغيرة من مسببات ما حدث في جدة في فاجعة الأربعاء، فأرادت لهذه الأعمدة أن تبقى وتبقى ممعنة في التسيب، ولا من مجيب أو رقيب. أمام هذه الحال التي أقل ما توصف به بأنها صلف ومكابرة، يتجه الأمل نحو صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير الذي عرف بالحسم والحزم في كل ما من شأنه إصلاح الإدارة ومراعاة مصالح الناس في المنطقة، بأن يوجه بمعالجة الوضع الخطير في الطريق حتى يختفي. المحرر