أبلغ «عكاظ» المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون والطبيب السعودي الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، «أن هناك توجها لإعادة النظر في البرامج التوعوية والوقائية التي تنفذها صحة دول الخليج، للحد من تزايد إصابات الأمراض المزمنة بشكل لافت للنظر». وقال في حوار بعد اختياره الشخصية العربية المتميزة في عالم الصحة لعام 2010، من قبل اتحاد المستشفيات العربية التابع لمجلس وزراء الصحة العرب في جامعة الدول العربية: «إن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها دول الخليج كان لها تأثير كبير على صحة المواطنين، وأدت إلى تحول ملموس في النمط العام للأمراض». وفيما يلي نص الحوار: • ماذا يعني اختياركم الشخصية العربية المتميزة في عالم الصحة لعام 2010 م؟ هذا الاختيار تقدير لكل الأطباء في المملكة والخليج، وجاء التقدير اعترافا من مجلس وزراء الصحة العرب للجهود المبذولة والفعالة في تعزيز وتحسين جودة الخدمات الصحية وللمتابعة الدؤوبة في إعداد المشروع العربي لتحسين جودة المرافق الصحية باعتبارنا رئيس اللجنة العربية لاعتماد المرافق الصحية، إضافة إلى الجهود المبذولة في دعم مشاريع وأهداف اتحاد المستشفيات العربية، علاوة على رئاسة لجنة تطوير مجلس وزراء الصحة العرب الذي أوشك على الانتهاء من إنجاز النظام الأساسي لهذا المجلس ولوائحه الداخلية. رؤية وأهداف • ماهي معايير اختيار الشخصية، وفكرة الجائزة الممنوحة؟ استوحيت فكرة الجائزة من منطلق رؤية وأهداف اتحاد المستشفيات العربية التابع لمجلس وزراء الصحة العرب في جامعة الدول العربية التي ترمي إلى تعزيز الجودة، وتميز خدمات قطاع الرعاية الصحية في الوطن العربي، وأن تصبح الجهة التي تعمل نحو دفع قطاع الرعاية الصحية لتحقيق المزيد من التميز والجودة، وتسلط الضوء على شخصيات أعطت الكثير لقطاع الرعاية الصحية وكانت رائدة في إنجازاتها، إضافة إلى الإشادة بمبادرات وأعمال ومشاريع هذه الشخصيات الرائدة في عالم الصحة والتأكيد على دورهم في رسم الملامح المستقبلية لقطاع الرعاية الصحية في الوطن العربي. دائرة الأمراض • ما زال الخليج يعاني من انتشار الأمراض المزمنة كالسكر والضغط والقلب والكلى، وكلها تشكل تحديات وأعباء على القطاعات الصحية، ما رأيكم؟ أتفق معك في سؤالك، فدائرة معظم الأمراض بدأت تتوسع بشكل لافت للنظر، ونسبة المصابين تزداد سنويا، مما يعني ضرورة إعادة النظر في برامج التوعية الصحية والوقائية باعتبارهما ركيزة مهمة في الحد من نسب وإحصائيات المصابين. ولا أخفي إن قلت إن دول الخليج شهدت تغيرات اجتماعية واقتصادية هائلة كان لها تأثير كبير على صحة المواطنين، وأدت هذه التغيرات إلى تحول ملموس في النمط العام للأمراض، وتعود الناس على أساليب حياتية وعادات معيشية وغذائية جديدة نجم عنها انتشار البدانة والتراخي البدني وانحسار ممارسة الرياضة وانتشار التدخين وزيادة الإجهاد الفكري والتوتر العصبي، وهذه جميعا تسببت في زيادة معدلات الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية والسكر والسرطان، وعلى هذا الأساس فإن المكتب التنفيذي قد أخذ على عاتقه استحداث اللجنة الفنية المتخصصة لمناقشة كل هذه الموضوعات وذلك نحو إعداد برنامج للوقاية من الأمراض المزمنة يضع في المقام الأول هدف تغيير النمط السلوكي وتوعية الناس لتغيير أساليب معيشتهم (التغذية الرياضة الإقلاع عن التدخين الكشف الدوري للاكتشاف المبكر للإصابة بضغط الدم المرتفع والداء السكري وزيادة الكولسترول، وهي العوامل الرئيسية المسببة لأمراض القلب والشرايين)، والعمل على تنفيذ هذا المشروع من خلال برنامج وطني تشرف عليه كل دولة من دول المجلس، وأيضا المراقبة الوبائية والرصد والتقييم لهذه المجموعة من الأمراض مع متابعة تحليل مؤشراتها الإحصائية ونتائجها وتقييم التقدم الذي أحرز بصفة دورية. مشاريع جديدة • ما هي المشاريع الجديدة المدونة في أجندة المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون؟ تبنت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تقرير المكتب التنفيذي لصحة الخليج حول أولويات المشاريع الصحية لدى دول مجلس التعاون، وتتناول أولويات هذه المشاريع: مكافحة عوامل الأخطار ذات العلاقة بالأمراض المزمنة، إنشاء مصنع متقدم لتجزئة الدم ومشتقاته، إنشاء مصنع خليجي للقاحات والأمصال، إنشاء مصنع للأدوية الأساسية والمنقذة للحياة والحيوية، إنشاء مصانع خليجية للمستلزمات الطبية في مختلف النواحي، وإنشاء قاعدة معلومات صحية في دول المجلس.