البكاء ليس هدفا في حد ذاته لكنه سلوك وطريقة حياة، مثله مثل الدماء دائما ما تأتي رائحته جالدة لروح الإنسان حد الاتقاد. يملك الأهلي خاصية تجميع محبي الفن وعاشقي الجمال، فحضوره وفرحه لا يقتصر على عشاقه، فهو هواء وموسيقى يغازل بها وجدان الإنسان المجبولة على الجمال. دائما ما يقال كامل الحسن لكننا لا نعرف سر هذا الجمال فلماذا لا نعتبره انعكاسا لعين الناظر. إن حضور الأهلي خيال بدونه لا قيمة له في الرياضة؛ لأن سره في خصب المخيلة وهي التي لا يشبهه أحدا فيها حتى حضوره فهو يأتي في الأعياد، ألم تكن مساءات الأحد متسربلة بيوم الحب؟ ألم يوزع على عشاقه ابتسامة خضراء أن الكتابة عنه (الاهلي) لا تأتي (كثأر) حتى نمارس الاعتذار منها بل هي عتب وما أكثره بين المحبين؟ بل إن الكتابة نوع من التعرف على الذات والذات في نفسية الإنسان خضراء عاشقة ومعشوقة، كنا نستحضر الروح في فتيان الأهلي الغائبة حتى مساء الأحد. لا أعرف من شاطر (مالك) دموعه ومن كفكف دماء (الجيزاوي) لكن الذي متيقن منه أن مسامات جلود اللاعبين تمردت على أجسادهم فانتفضت معلنة التمرد على الحكم الروماني وقراراته التعسفية، ذاهبة حد المغامرة مع برازيلي يرفض الجمود ويستأنس بالعبث لدرجة الكارثية. هكذا الأهلي عاد بإصرار وعزيمة وروح قتالية افتقدناها كثيرا. إن روح الأهلي إبداع ينصفك وزخم يعيد لك أياما خوالي ومجد يحاول العودة إليه في ظل ظروف تشاغله، لا أعرف إن كان التاريخ سينصف دموع مالك لكن الذي أعرفه تماما أن المقل تشاطره، فهي من علامات المحبين وعشاق الجمال ولا يأنف أو يتأفف الحبيب من مشاطرة النحيب. إن خاصية الأهلي نتاج مزج طبيعي، فلديه من الموسيقى في الملعب ما يعطي الآخر رغبة في الحياة حتى لو مارسوا معه الظلم والقسوة وجاءوا به في النهائي ناقصا ومجهدا، حينها سيخرج من رحم أزمته حاملا وردته الخضراء لكل محبيه. ••• لا أعرف لماذا نوغل في الخطأ لدرجة الاستمرار فيه، حتى يصل الظن درجة اليقين في الأسابيع الماضية أصبح الحكم الأجنبي متهما لدرجة تغيير النتائج فيها، ومع هذا ما زال الاستمرار في اختيار الضعيف منهم، في لقاء الشباب والأهلي مارس الحكم الروماني ظلما كاد يعصف بالأهلي جعل الزيد يصرخ معترضا، لكنني أتمنى أن يعي المسؤولون في اختيار حكم النهائي مضمون ومعنى تصريح الأمير خالد العبد الله، وأن تكون كفاءة وإمكانات الحكم على مستوى الحدث. بعد تصريحات (كالديرون) لإحدى الصحف الإسبانية حاول بعض المتربصين بالاتحاد طرده بحجة الإساءة وتصنيف الأندية بشكل لا يليق بها، كتبت هنا أن استمراء ثقافة الطرد إساءة لنا ولوضعنا بين المجتمعات الأخرى على اعتبار أننا أناس كارهون طاردون لمن نختلف معه، مصعدين هذا الاختلاف لدرجة الإساءة وهو في تصوري لا يستطيع أحد أن يتطاول على الوطن ومكتسباته، لكنها العصبية الرياضية المستشرية لدينا، التي تؤمن بأن الذي (تكسب به العب به) تغيير هذه النظرة واستحضار القوانين والأنظمة هو ما يجعلني أعجب بقرار اللجنة الفنية تجاه مدرب النصر بإيقافه وتغريمه بدلا من طرده. وأجدني أيضا أختلف مع الزميل الكاتب سالم الشهري والذي قال: إن المدربين والذين ارتكبوا جملة من الأخطاء مرددا (كوزمين، وزاناتا) وغيرهم، هي نتاج ثقافتهم الشخصية وقدرتهم على ضبط أعصابهم من عدمها، حيث تعتبر سجلاتهم أكثر نظافة قبيل تواجدهم في حراكنا الرياضي، وهذا يدل أن هذه الثقافة مكتسبة من المحيط الذي يعملون به، على اعتبار أننا نرفض الخسارة ونراها مسببة بفعل فاعل. وأخيرا: الحب أجمل قيمة إنسانية. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة