يظل الشارع الرياضي يصارع الخطاب الإعلامي القادم إليهم وفق صراع كتابي، الذي عادة ما يحاول زرع الكراهية فيه لكل ما هو خارج سياق ميوله الرياضي، هذا النوع من الإكراه يصل كنتاج طبيعي بالإنسان إلى التخلف والعدوانية، لذلك تذهب القراءة لأهم الأسباب التي تقف وراء توتر الشارع الرياضي وفئاته المختلفة، غياب معايير تضبط علاقة الإعلام المتبني لهذه القضايا الهامشية الهشة وتصديرها للمشجع، لذلك كان النجم ياسر القحطاني صادقا في حديثه التلفزيوني بعد لقاء الاتحاد والهلال وأن ما حدث بين اللاعبين نتاج طبيعي في ظل التنافس وتوتر الأعصاب، لكنه كان أكثر صدقا؛ حينما قال إن على الإعلام الرياضي ألا يؤجج أو يبالغ في ما حدث. هذا الطرح الموضوعي للنجم يعري الخطاب الذي يسعى ويقتات على هذه التوترات، وأن المسؤولية النقدية أصبحت سلعة تباع وتشترى، بل إن الضخ الإعلامي الزائد أصبحت له سوقه حتى في اللجان، إذ مارس كتاب الاتحاد والهلال ضغطا إعلاميا على لجنة الانضباط، باعتبار أن من صوته أعلى وصراخه مستمر هو من سيكسب، لذلك يأتي السؤال الأهم -كما قال أحد الزملاء- هل نحن نعيش زمن موت النقد؟ ويكون التساؤل أكثر تأثيرا إذا كان سؤالنا: هل من يكتبون يملكون أدوات النقد؟ وسأكون صادقا هنا، ولكي يكون خطابي واقعيا، أن من يملك هذه الأدوات لا يتجاوزون أصابع اليد، وأن الآخرين قادمون وفق عواطف ورغبات وميول، وأنهم نتاج طبيعي لمدرجات الأندية وما يعشعش فيها من غث كلامي لا يتجاوز الملعب وجنباته، وأن النقد وأدواته تتطلب رؤى وأدوات غير التي بحوزتهم، لذلك لا أرى موت النقد بقدر ما أجزم أنه لا يوجد في حراكنا الرياضي. هذا الإعلام المنغلق الذي لم يغادر مقار الأندية، غاب عنه إن لم يكن لا يعرفون عنه -أي الإعلام- أنه يعبر وفق منظومة القيم ومعاييره عن (الهوية) التي تجمع المواطنين في ما بينهم وكذا المواطن والوطن، حتى ليتحدث عن همومه ومصالحه، لذلك لم أر طرحا جديا على الحدث (الدبلوماسي/ الرياضي) لزيارة السيد بلاتر للمملكة وتصريحاته الانتخابية والانسحاب المفاجئ في الوقت نفسه لبن همام من الترشيح أمام الأمير سلطان بن فهد على رئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم، هذه الرؤية والبعد السياسي الانتخابي لكلا الشخصين، لم أقرأها سوى في مقال أو مقالين طرح فيه أن زمان الكلام المعسول والمجاملات والنفاق الانتخابي ولى، وأن مصلحة المملكة والرياضة فيها هي الأهم، وأن هذه التنازلات يجب أن تستغل لما فيه مصلحة الكرة السعودية وأن نذهب مع من يضع أولويتنا كأفعال وليس كأقوال انتخابية تذهب مع بداية فرز الأصوات. ••• ما يتسرب عن جملة تعاقدات ينوي الأهلي إبرامها مع لاعبيه، لا يدعو للتفاؤل ولا يأتي ضمن سياق الاحتراف، إن ترك هذه المهمة للمدرب البرازيلي فارياس هو الحل الأنجح والأمثل؛ على اعتبار أنه من يقود هذا الفريق ولديه الإلمام الكافي باحتياجاته وليس وفق «هذا ولدنا وهذا ابن النادي وهذا صاحبنا»، هذا الأسلوب اندثر في الأندية الأخرى الأكثر انتصارا وحل بدلا عنه «ماذا يقدم هذا اللاعب للفريق من جهد وماذا يستفاد منه»، لذا لا أرى في (ريشاني والسفري ودرويش) وأمثالهم كثر، ما يفيد النادي بل على العكس إن تصديرهم والاستفادة المالية منهم يأتي بقدرات أكثر كفاءة تعزز ثغور الأهلي مثل الدفاع وغيرها. ??? وأخيرا.. أظنك تشير إلى نفسك لأنني لم أقرأ لأبي الطيب ولم أشاهد كافور الأخشيدي ولا سيف الدولة في جنبات الأهلي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة