أثارت كارثة السيول التي لحقت بمدينة جدة «غرب السعودية» تساؤلات عدد من مواطني مدينة حائل «شمال السعودية» حول قدرت مدينتهم في مواجهة مثل تلك الكمية من الأمطار التي شهدتها جدة، في ظل عدم وجود خارطة شاملة تحدد مجاري الأودية والسيول بالمنطقة، والتي تحيط بها عدد من الأودية المتفرعة من جبل اجاء من جهة الغرب والجنوب، وكذلك وادي مشار في غرب المنطقة، والأديرع، من الاودية الصغير المغذية لها، والتي تعبر وسط عدد من أحياء السكنية، مشكلة خطرا يهدد ساكنيها. وفي وقت أعلنت فيها أمانة مدينة حائل مؤخراعن قرب انتهائها من تنفيذ عدد من المشاريع ذات العلاقة بتصريف السيول داخل النطاق العمراني بالمنطقة. من جهته اكد ل«الشرق الأوسط» المهندس عبد العزيز الطوب أمين امانة حائل عن قطع شوط كبير في الخريطة، ويضيف وقريبا الانتهاء من الخريطة الشاملة لمجاري الأودية والسيول، والتي ستكون وفق منهجية علمية مدروسة لمعالجة تصريف السيول. وأضاف الطوب أن الدراسة ستشمل جميع الأحياء في حائل ومتابعة مجاري السيول ومخارجها لإيجاد أفضل الحلول، وللحيلولة دون تأثيرها المباشر على المواطنين. وأوضح المهندس الطوب أنه تم ترسية مشروعين أقرتهما الخريطة أولهما مشروع وادي الرصف،موضحا أن هناك إجراءاتت احترازية تعد قبل هطول الامطار لضمان سلامة المواطنين. يذكر أن المنطقة شهدت سيولا عارمة منتصف الثمانينات الميلادية من القرن الماضي، وكذلك السيل الشهير الذي ضرب المنطقة عام 1998م متسببا في خسائر مادية وبشرية، لايزال الأهالي يتذكرونها ويخشون تكرارها. يشار أن الأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقة حائل شهر اكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حذر من التساهل في اتخاذ الإجراءات الوقائية والاستباقية المناسبة قبل موسم الأمطار لهذا العام، ووجّه لجنة معالجة أخطار السيول بالمنطقة، والتي تضم في عضويتها عددا من الجهات الحكومية ذات العلاقة، موصيا أياها بالعمل من الآن على معالجة كل الجوانب المتعلقة بسلامة المواطنين والمقيمين في المنطقة أثناء هطول الأمطار. وشدد أمير المنطقة على أهمية إزالة كل الاستحداثات التي وضعت في مجاري السيول، وكذلك الحواجز الترابية وغيرها، والتي قصد بها تغيير مجرى السيول. وقد أفرزت كارثة جده عادات اجتماعية أخرى، منها متابعة نشرات أحوال وتوقعات الطقس باهتمام بالغ، بل أن هناك من قام بالاشتراك في خدمات الطقس على هاتفه الجوال، لمتابعة توقاعات الطقس على شبكة الانترنت، يأتي ذلك بعد تعرض البلاد خلال السنوات الماضية لأمطار غزيرة وسيول في مناطق، وأخرى تعرضت لبرد قارس انخفضت معه درجة الحرارة إلى معدلات قياسية. ومن جهته كشف سعود العجلان خبير عقاري بحائل ان السوق العقاري سيتإثر بما حدث في جده حيث سيتجنب الكثير من المتادولين بالسوق المخططات التي تمر وسطها اودية ومنها بحسب العجلان مخططات الرصف والوادي وإجاء وشدد العجلان على ان هناك هبوط حاد في اسعار المخططات التي ستكون عرضه للخطر. وأكد الخبير العقاري سعود ان كارثتي جدة احدثة وعي كبير عند الكثير من المواطنين الذين ينون شراء اراضي لبناء منازل بإختيار المكان المناسب الذي لايكون فيه ضرر له ولعلائلته وومتلكاته اثناء حدوث امطار ينتج عنها سيول.