نشرت صحيفة «عكاظ» في العدد رقم 15775 الصادر في 16/11/1430ه صورة لطالبين متشاجرين وقد جثا أحدهما على الآخر في فناء إحدى مدارس جنوبجدة. إنه غياب الإشراف والمتابعة الذي أدى إلى هذه الأوضاع المتردية في مدارسنا، بشكل أصبح معه أولياء الأمور يعيشون لحظات عصيبة في كل يوم دراسي بانتظار عودة أبنائهم سالمين في ظل انتشار ظاهرة المشاجرات والمضاربات اليومية في المدارس بمختلف مراحلها وتستخدم فيها أحيانا الأسلحة البيضاء والمطاوي والعصي وغيرها من وسائل الاعتداء. الصورة أبلغ دليل على ضعف الرقابة في مدارسنا وما خفي ربما كان أعظم، طالما وأفنية المدارس وممراتها وحتى قاعات الدرس تحولت إلى حلبة مصارعة أو غابة موحشة يأكل القوي فيها الضعيف، وطالما بقي المدرسون والموجهون والمرشدون والوكلاء والمديرون خارج إطار مسؤولياتهم، وتفرغوا لمناقشة شؤونهم الخاصة ومعاناتهم مع الأسهم وارتفاع الأسمنت. إن خطر الشجار بين الطلاب في المدارس ليس في نتائجه على سلامة الطالب فحسب، وإنما من كونه يدل على غياب روح التسامح والألفة والتآخي بين الطلاب، وغياب التربية والتوجيه السليم المناط بطاقم المدرسة. المشكلة تزداد عندما تكون الأسرة قد انتهجت في تربية أبنائها مبدأ التسامح والألفة والإيثار والتعاون والهدوء والدعة، حيث يتحول ابنهم الطالب في هذه الحالة إلى فريسة سهلة لشراسة بعض الطلاب في ظل غياب الرقابة المدرسية والأسرية. المشرف الزائر للمدرسة لا يهتم بدوره بخطة الإشراف اليومي ولا يقف على أحوال تحركات الطلاب ومدى التزام المعلمين بالإشراف اليومي، بل إن بعضهم يدخل إلى مكتب المدير ويخرج دون أن يرى فعاليات ما يجري خارج غرفة المدير. على مراكز الإشراف التربوي أن يفاجئوا المدارس بزيارات ميدانية في أوقات الفسح والانصراف ليقفوا على حجم الفوضى العارمة التي تنتاب الطلاب وما يصاحبها من سلوكيات لا أخلاقية لا تتلاءم مع المكان ولا مع سن وثقافة الطلاب. سعيد بادي مدير مدرسة متقاعد