المملكة العربية السعودية تشهد تطوراً كمياً وكيفياً في مجال التربية والتعليم خاصة تأهيل المعلمين والمعلمات التأهيل التربوي والعلمي والمهني المتقدم على رأس العمل وقبله، حيث توجد في جميع إدارات التربية والتعليم في المملكة إدارة للتدريب لديها حقائب تدريبية تقدم تدريباً احترافياً مهنياً تربوياً موفقا، كل ذلك لخدمة معلمينا ومعلماتنا سواء في مدارس التعليم العام أو تحفيظ القرآن الكريم أو التربية الخاصة وغيرها. ** ثم أن مدارسنا اليوم تعيش مرحلة متقدمة في التخطيط والتنفيذ والإشراف المباشر والتقويم، فمدير المدرسة أو مديرة المدرسة مشرف مقيم مسؤول عن زيارات معلميه في فصولهم وتدوين الملاحظات إن وجدت وفتح الحوارات التربوية والعلمية معهم ويتابع على ذلك، كما أن لإدارات التربية والتعليم زيارات لكل معلم داخل الصف الدراسي. كذلك لمشرفي عموم الوزارة زيارات للمدارس ودخول الصفوف وتقويم المعلمين جميعهم وبهذا فلا مكان للتشدد أو التساهل أو الاجتهادات الفردية فالعملية التعليمية منضبطة بنظام دقيق ولوائح واضحة وبرامج موزعة على وقت الحصة الدراسية. ثم أن اختيار المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات يخضع لمقابلات ومفاضلات وفق معايير تربوية احترافية متفقة وأخلاقيات المهنة مما يجعل الثقة فيهم عالية جداً. ولكل مادة دراسية خطة مكتوبة ومحكومة بوقت تدون فيها فعاليات الدرس ويحاسب المعلم أو المعلمة عليها فلا مجال للاجتهاد أو الخروج عن عناصر الدرس المرسومة أما المهام في المدرسة فهي موزعة كل له مهمته التي لا يقبل من غيره أن يتدخل في مهمته حسب الأنظمة المعمول بها فهناك رقابة ومحاسبية تربوية يحترمها الجميع تعين وتحفز الجاد المنضبط المبدع ولا تدع مجالاً للمتسبب في الخروج منها. وتسعى مدارسنا حثيثاً لتوفير الجو التربوي التعليمي الباعث على الفرح والابتهاج والتعلم وحب المدرسة ونمو شخصية الطالب والطالبة بشكل صحي متوازن بعيداً عن المنغصات لتزدهر الشخصية المسلمة لأبنائنا الطلاب وبشكل متكامل. أما المقررات المدرسية فهي تربي الطالب والطالبة على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم ولاة الأمر والمحافظة على اللحمة الوطنية والاعتزاز بالدين القويم وعلى بر الوالدين والإحسان إليهما حتى لو كانا مشركين كما أنها تمكّن منهج التسامح والوسطية والأخلاق العالية في التعامل مع الغير. وقد مدت الوزارة المدارس بالبرامج التربوية والترفيهية والتوعوية والعلمية المساعدة التي تربي على الفضيلة ومكارم الأخلاق والسلوك المستقيم والفكر المعتدل الواعي وكل ذلك منبثق من الوحيين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم. كما صرفت الدولة رعاها الله الكثير لتطوير تعليمنا فدعمت تأهيل المعلمين والمعلمات إلى مستويات علمية وتربوية وتقنية متقدمة واعتنت بتدريب العنصر البشري على أرقى البرامج المحلية والعالمية. كما دعمت إنشاء المباني المدرسية والمرافق التعليمية الأخرى على أحدث النماذج العمرانية وجهزتها بالتجهيزات والتقنيات التعليمية المتقدمة ولله الحمد وتسير على خطة للتخلص من المباني المستأجرة الموجودة. كل ذلك ليسعد أبناؤنا بتعليم ميسر ذي جودة عالية يبعث على التفاؤل والانشراح في جو آمن تزدهر فيه شخصية طلابنا. هذا واقع مدارسنا من الداخل لمن يريد الإنصاف والحق وهي ثمرة مباركة يقف خلفها رجال التربية والتعليم وتوجيهات سامية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، د. سعود بن عبدالعزيز العاصم