لم أكن أتوقع حين كتبت مقالي مطلع الأسبوع الماضي عن طلاب الكليات التقنية وإحباطهم خلف جدرانها، أن ردا من العيار الصريح جدا سيكون منشورا على الصحيفة بعد ثلاثة أيام فقط بإمضاء عميد الكلية التقنية في الرياض. لم أكن أتوقع أبدا أبدا أن شخصية اعتبارية في المؤسسة العامة للتدريب المهني ستنشر أوراقا مكشوفة أمام عشرات الآلاف من طلاب التقنية في البلاد وتقول إن فشل الكليات معلق بفتحها الباب لمن «هب ودب» وللفاشلين.. كما قال عميد الكلية بكل وضوح وشفافية. وسبب تعجبي هو مراقبتي للنقد الذي يتحدث به زملاء من كل الصحف فلا يجدون جوابا لما كتبوا عنه. وصراحة عميد تقنية الرياض تجعلني أمتن له كثيرا على الرد أولا، ثم على اختصاره جدالا كان يدور في المنتديات والمجالس عن الكليات التقنية: فشلت أم لا؟ فاعترف مشكورا بأنها فشلت لاستقطابها «الفاشلين»، فيما كانت تستهدف المتميزين دراسيا وأصحاب المعدلات العالية كما يقول. وحين كتبت مقالي الماضي كنت أعتقد بفهمي لتوجهات المؤسسة العامة للتدريب المهني المسؤولة عن تلك الكليات، ولكني اكتشفت أني جاهل جدا بها، حينما وجدت أنها لا تعرف حتى اللحظة لمن هي موجودة أصلا؟ وإلى من تتوجه بوصلتها من خريجي الثانوية العامة؟ فطالما أن عميد تقنية الرياض يقول إن كليته كان من المفترض «أن تلغي التخصصات النظرية المفتوحة حتى الآن، وألا تقبل سوى المتفوقين والموهوبين» حتى تنجح وتصل لمكانتها المرسومة فذلك اعتراف ضمني منه أن السنوات الماضية كانت «بلا فائدة» وأن أقساما لا حاجة لها مفتوحة أبوابها حتى اللحظة، وأن أمنياتهم وأحلامهم معلقة بقدوم أصحاب المعدلات التسعينية من الثانوية العامة، وهم الذين تستوعبهم الجامعات في يوم واحد. عجبا.. فمن أولئك الذين تنتظرهم الكليات التقنية؟ أمر آخر لم أفهمه حين قال عميد كلية الرياض بوجود نماذج ناجحة تخرجت من كليات المملكة وارتبطت بوظائف مهمة: هل يعتقد سعادته أن أولئك يشكلون نسبة معتبرة يمكن أن تبرر حجم المليارات التي تطلبها المؤسسة كل عام للتدريب التقني والمهني؟ إن كان يجزم بذلك فلدي الشجاعة لأن أتخلى عما قلته سابقا. وقول ثالث: إن كان سعيد وسعود وفيصل ووجدي وعبد الله وبندر وأحمد وعلي الذين تخرجوا بشهادات تقنية مختومة بختم رسمي تعترف لهم بالدبلوم، كانوا من «الهب والدب» الذين تحدث عنهم عميد تقنية الرياض، فلم يجدوا لأجل ذلك وظائف ورفضتهم الشركات كآلاف غيرهم؛ فأنا على استعداد لأن أفرد حولهم مقالا «أشرشحهم» فيه، المهم أن أجد من يقنعني بفشلهم وبرفضهم للعلم، وأن مكانهم كما يعتقد العميد ليس في كليات المؤسسة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة