مفارقة أن ينشر خبر أخيرا يفيد بأن أفرادا من «هيئة الأمر بالمعروف» دهموا دورة مياه نسائية، وسحبوا فتاة من داخلها، وهي تحاول الهرب، وتمت مطاردتها حتى أصيبت بالإغماء، وتم إفاقتها ضربا وركلا، قبل أن يقذف بها في السيارة!، وهو مشهد عقد بالدهشة ألسنة 10 من شهود العيان في كورنيش الدمام، أحدهم مراسل صحيفة «الحياة»!، في نفس الأسبوع صرح الشيخ عبدالعزيز الحمين الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف عن تأهيل أفراد الهيئة بإخضاعهم لدورات حسن التعامل مع السياح والدبلوماسيين الأجانب! تعقيب الناطق الإعلامي لهيئة «الأمر بالمعروف» في المنطقة الشرقية على الخبر ورد فيه: «ما يتعلق بمعالجة فرقة الهيئة لقضية (علاقة محرمة) تم استيقاف طرفيها والتحفظ على المرأة ولم يتم التعامل معها وفق ما أشير إليه في الخبر، وتمت معالجة وضعها بما يكفل المحافظة على سلامتها والستر عليها، وإخلاء سبيلها في حينه. ولولا النشر الذي تم، وإلا فلا يحسن الحديث عن قضية تم الستر فيها على المرأة». 1 إن كان الخبر صحيحا والمرأة ضربت وأغمي عليها... إلخ، فهي إساءة بالغة لتطلعاتنا قيادة وشعبا حول تطوير هذا الجهاز بالغ الحساسية لأننا نطمح أن يكون أبناؤنا العاملون في الهيئة عونا لنا في تطويق التجاوزات ومكافحة مخالفة القوانين لا مكرسين لها تحت غطاء الأمر بالمعروف! وليس مقبولا أن ينتهي الأمر إلى المنة على المرأة بالستر لأن الهيئة ليست جهة إصدار أو تنفيذ أحكام قضائية وكان من أبسط حقوق هذه (المرأة) الحصول على كافة الحقوق فيما يتعلق بإجراءات القبض عليها. 2 ورد في التعقيب أنها «علاقة محرمة» وتم الستر على المرأة، وهنا يوجد علامة استغراب، إذ لم يعد الخيار الثالث المصنف تحت مفهوم «الستر» مقبولا لأنه يفصح عن ضبابية في الموقف خاضعة للاجتهاد الشخصي وليس لنصوص الأنظمة، فإما أنها خالفت الأنظمة وتستحق العقاب بحسب ما ينص عليه النظام، أو أن ضربها وجرها إلى مركز الهيئة اعتداء عليها وعلى إنسانيتها وبثبوت براءتها استحقت الإنصاف، وبالتالي القصاص واجب من المتجاوزين لحدودهم سواء كانوا موظفين أو مواطنين لأن ضرب إنسان في الشارع موقف يجب أن يجرم ويرفض لبشاعته ما بالنا لو صدر من أفراد المفترض فيهم تطبيق القانون لا خرقه. فكرة ضرب مواطنة في شارع في زمن يطلق على بلادنا «مملكة الإنسانية» يوحي بانعدام التحضر ومخالفة أبسط قواعد الدين المبني على حسن التعامل بين الناس. 3 يقول الناطق الإعلامي لفرع الهيئة إن أعمال الفرق الميدانية تخضع «لمتابعة وتقويم مستمر»، من هنا نأمل إعلان التقويم الناتج عن هذه الحادثة ليفهم المجتمع ملامح هذه «العلاقة المحرمة» لإحداث قوة ردع عن الاقتراب منها على أن لا يكون أسلوب معالجتها بالضرب في الشارع والمنكر لا يجب مكافحته بمنكر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة