تتعلق مريم أبو قراط بخيط رفيع من الأمل في العثور على شقيقها أحمد (13 عاما) الذي جرفه السيل مع خمسة من أفراد عائلته ماتوا جميعا إلا هو ما زال البحث عنه جاريا. كان أحمد مع والده ووالدته وأشقائه عبدالله وضحى وريم والخادمة في سيارتهم يوم المطر، وكانوا في طريقهم لإيصال والدتهم إلى الحملة التي ستقلها إلى الحج، ولكنهم تركوا السيارة على طريق الحرمين الذي يقفون عليه، بناء على تحذيرات أطلقها رجال الدفاع المدني بإخلاء السيارات، ووقفوا على الرصيف أمام سور الجامعة، وفي هذا المكان وبحسب شهود عيان، دهمتهم السيول وجرفتهم جميعا. مريم بكت على من توفي من أهلها ولكن حزنها بفقدهم لم ينسها شقيقها المفقود حتى اليوم. عثر على هاتفه الجوال في موقع الحدث ولم يعرف عنه أي شيء حتى الآن. تؤكد أن عمه ذهب إلى الأدلة الجنائية لعمل تحليل دي إن أي للوصول إلى جثة الطفل المفقود ومعرفتها من ضمن مجموعة من الجثث التي ترد إلى المستشفيات ولكنها كانت معظمها جثثا متحللة. وتناشد الجميع من الأفراد ووسائل الإعلام في التكاتف معها وعائلتها في حملة البحث عن شقيقها الوحيد الباقي أحمد، وكان يرتدي الزي الاتحادي، وطلبت ممن تتوفر لديه أي معلومات إيصالها عن طريق الجهات الأمنية أو عن طريق الصحيفة. وتحكي مريم المكلومة بفقد أهلها قصة تلقي أنباء وفاة ذويها، قائلة إن والدها إمام مسجد أبو بكر الصديق يحيى أبو قراط وجد متوفى مع الخادمة في ليلة الكارثة، وبعد ذلك جاءهم خبر وفاة شقيقتها ضحى (17 عاما)، وفي صباح اليوم التالي عثر على والدتها أستاذة الجامعة ومشرفة الدراسات الإسلامية والداعية سناء أبو الغيث متوفاة مع ابنتها الصغرى ريم (ثلاثة أعوام)، وبعدها تلقوا خبر وفاة شقيقهم عبدلله. وتنفي مريم شائعات ذكرت عن شقيقتها مريم بإجهاضها وتوعك حالتها الصحية مع تلقيها الخبر، وتؤكد أن شقيقتها مازالت حاملا وبانتظار مولودها. تقول «صحيح أن فاجعتنا وخسارتنا كبيرة وكبيرة جدا ولكن الذي يخفف عننا الصدمة أن والدي وإخوتي شهداء بإذن الله وأن والدي كان من الصالحين وأهل خير ووالدتي كانت حتى آخر لحظة وقبل وفاتها كانت تتصل وتتابع وتوصي بإيصال الصدقات وإطعام المساكين في عرفة والمشاعر المقدسة،. وكافحا لتعليمنا في مدارس تحفيظ القرآن ونحن اليوم نحفظ القرآن كاملا».