كشفت أزمة أمطار جدة عن نماذج وطنية وإنسانية يتميز بها المجتمع السعودي، وتقدم مواطن إلى مكتب مدير الدفاع المدني في جدة، طالبا استضافة أسرتين تضررتا من السيول في فيلا يملكها بعد أن قسمها إلى نصفين. وأوضح الملازم أول سعيد الشهري من منسوبي الدفاع المدني، أن المواطن حضر برفقة ابنه عارضا علينا رغبته في استضافة أسر متضررة من السيول، مشيرا إلى أن المواطن تعهد بتكفله بما تحتاجه الأسرتان. ورغم تأكيد الضابط الشهري للمواطن بأن الدفاع المدني هيأ العديد من الشقق المفروشة لمتضرري السيول، إلا أن المواطن أصر على المشاركة في الأجر، ووضع أرقامه للاتصال به عند العثور على متضرر ويحتاج إلى السكن في منزله. ويروي الرائد الدكتور عبد العزيز الزهراني في الدفاع المدني قصة أخرى عن مواطن معطاء، مشيرا إلى أنه حضر للدفاع المدني مواطن وقدم أربع عمائر سكنية كاملة عبارة عن شقق مفروشة لم يطلب مقابل الإسكان بها أي مبالغ نقدية. وبحسب الرائد الزهراني، فإن المواطن أخبر الدفاع المدني أنه يتمنى إسكان الأسر فيها فورا، ووضع كل أرقام الهواتف الخاصة به، مشددا على أنه جهز تلك الشقق لإيواء متضرري السيول. وهنا يسرد مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله الجداوي موقفا حيا آخر بالقول: إن شابا في ال 25 من عمره وضع كامل مشروعه السكني التجاري في يد رجال الأمن لإسكان المتضررين. وأفاد العميد الجداوي أنه حضر إلى الإدارة وهو يعرض مبناه كاملا ويأمل إسكان المتضررين فيه بلا مقابل، كما أنه سيتكفل بإعاشة كل من يسكن في شقق المبنى، والدفاع المدني نفذ كل ما طلبه الشاب. «عكاظ» التقت بالشاب ويدعى مبارك محمد الشهراني، والذي أوضح أنه استأجر المبنى ليكون بداية تجارية له وأنه وضعه كشقق مفروشة لتحسين دخله، لكن حسه الوطني غلب على مصالحه المادية نتيجة ما شاهده من مصائب للأسر في سيول الأربعاء، فبادر إلى إخلاء المبنى من ساكنيه معتذرا منهم ووضع المبنى في يد السلطات الأمنية، كما وضع كل ما جمعه من مبالغ لإعاشة المنكوبين الذين يمكثون في شققه. وفي حالة أخرى، تقدم صاحب أبرز محلات بيع الحلويات بإيفاد شاحناته إلى المواقع المتضررة بهدف حمل المتضررين وأثاثاتهم إلى مناطق آمنة دون مقابل. في المقابل، كشفت أزمة السيول عن وجود بعض الأشخاص الذين استغلوا الأزمة لرفع إيجار السكن في شققهم المفروشة، كما استغل البعض رفع سحب السيارات المتضررة إلى أكثر من 500 ريال.