أوضحت ل «عكاظ» وزير الثقافة الفلسطينية الدكتور سهام البرغوثي أن «الاحتفاء العربي بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009 كان له بالغ الأثر في نفوس المقدسيين، وردا قويا على ما يحصل على أرض الواقع وتأكيد على أن القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية». وقالت البرغوثي: «في الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية، وقعت عددا من المفارقات، ففي الوقت الذي قررت الدول العربية الاحتفال بالقدس من خلال أنشطة استمرت على مدار العام من مهرجانات وإصدارات وندوات ومؤتمرات، كانت تشهد أرض القدس عمليات تهويد وتطهير عرقي واستكمال لبناء الجدار الفاصل، واقتحام المسجد الأقصى والحفريات وإخلاء المنازل، كردة فعل إسرائيلية على أرض الواقع بهدف أن يمنعوا أن تكون القدس عاصمتنا المستقبلية والأبدية، لكن مع ذلك نقول صمد أهل القدس وصمد شعبنا في فلسطين، وكان الدافع لهم والحافز ما شاهدوه من دعم وإسناد من الدول العربية بإقامة هذه الأنشطة التي تقول للمقدسيين اصمدوا فنحن كعرب حكومات وشعوب معكم». الحراك الثقافي وحول الحراك الثقافي الفلسطيني خلال عام 2009 قالت البرغوثي: «كان هناك حراك ثقافي فلسطيني، لكن هذا الحراك جاء امتدادا لسنوات طويلة كان فيها للبارزين والمبدعين الفلسطينيين سواء من أدباء أو شعراء من فنانين لأنهم كانوا يرون أن دورهم ليس ثقافيا فقط، بل كيف يتصدون لعملية طمس الثقافة الوطنية الفلسطينية، وكيف يحمونها». وأضافت «في عام 2009 تلمست العديد من المبادرات على المستوى الثقافي والفني التي أحيت التراث والفلكلور الشعبي، وعملت على صيانة الأغنية الفلسطينية التي تعبر عن هويتنا الوطنية الثقافية، وتاريخنا الطويل على الأراضي الفلسطينية من زجل شعبي وفنون أخرى من الاندثار». وأكدت وزيرة الثقافة الفلسطينية «أن الشعب الفلسطيني يعيش في ظل احتلال يومي وانتهاك للحقوق الإنسانية»، موضحة أنه «في ظل هذه الظروف الصعبة والمعقدة التي نعاني منها يوميا، يحاول الحراك الثقافي أن يكسر العزل الموجود ما بين المنطقة الجغرافية هذه وتلك، حيث تنظم احتفاليات في كل محافظة من محافظات فلسطين، وكانت هناك مسابقات فنية مثل مهرجان الزيتون». وتابعت البرغوثي: «رغم كل الظروف، يحاول الفلسطينيون أن تعيشوا كبقية الشعوب». واقع الكتاب وعن واقع الكتاب الفلسطيني، أشارت إلى وجود مشكلة؛ «فإصدار الكتب تحتاج إلى إمكانيات نتيجة للوضع الاقتصادي الصعب، فالكتاب يواجهون صعوبة في عملية النشر، وكنا في الوزارة مصممين على إصدار كتب كثيرة بمناسبة القدس عاصمة للثقافة، لكن نتيجة للظروف المالية لم نستطع إصدار إلا عدد محدود من الكتب، لكن هناك عددا من الدول العربية وعدتنا بإصدار الكتب عن القدس». وأبرزت الجهد الذي يبذله الكتاب لإصدار كتبهم، «لكن لا يقدر أحد على الإصدار بسبب الظروف المالية وهذا مؤسف». وأظهرت وزير الثقافة الفلسطينية مدى انزعاج العدو الإسرائيلي من معارض الكتب؛ «لأن الكتاب حافظ للذاكرة ويحلل الواقع، ومن المؤكد أن العدو ليس مع المعارض وإصدار الكتب.. لكن نقول على قدر الإمكان تسعى الوزارة للدعوة إلى معارض محلية في المناطق المختلفة من أجل تشجيع القراءة، خصوصا في ظل ظروف القمع والعزل وتأثير ذلك على الطلاب». وأضافت «القضية كيف نعرف الجيل الجديد على الرموز الإبداعية والمبدعين وتاريخ فلسطين، وهذا لن يتحقق إلا من خلال التواصل مع طلبة المدارس والجامعات». استراتيجية الثقافة وحول الخطة الاستراتيجية لوزارة الثقافة الفلسطينية، قالت البرغوثي: «أهم محور الخطة إيجاد بيئة تشريعية لحماية الثقافة، لكن وضعنا في ظل شلل المجلس التشريعي لا يمكننا إصدار قوانين، لكن نحن نعمل الآن على إصدار قانون لحماية الملكية الفكرية وحماية التراث الملموس وغير الملموس من حيث تطوير وجمع الحرف والموروث الثقافي، إضافة إلى مشروع جمع تاريخ السينما الفلسطينية لنقلها للجيل الجديد وجمع الحكايات الشعبية وكيفية توظيفها في الصناعة الثقافية». واعتبرت أن من أبرز المهام تدريب العاملين في الحقل الثقافي من خلال الإدارة الثقافية في الوزارة على تنشيط الحركة الثقافية، «فنحن نعاني من عدم وجود بنية تحتية للثقافة في ظل غياب المراكز الثقافية في الأرياف لخلق حالة ثقافية، لكن رغم ذلك لدينا جوائز للمبدعين الشباب وبرنامج للاهتمام بأدب الأطفال وأدب السجون لأن هناك العديد من مناضلينا أبدعوا في الكتابة والرسم في السجون لذلك نعمل على كيفية المحافظة على هذا الإبداع لأنه يشكل مرحلة في مسيرة النضال الفلسطيني». وكشفت البرغوثي عن خطة للوزارة للتواصل مع الأدباء الفلسطينيين في المهجر وفي مناطق ال 48، قائلة: «نتبنى حاليا عددا من البرامج التي تجمع ما بين كل هؤلاء، فليس هناك ما يمنع المثقفين من التواصل».