أعلنت دائرة الثقافة والإعلام في عجمان في دولة الإمارات إصدار موسوعة «رحلات إلى فلسطين»، في ثمانية أجزاء، بالتعاون مع دار كنعان للدراسات والنشر في دمشق. وتتضمن الموسوعة نصوصاً لرحالة عرب ومسلمين خلال أكثر من أحد عشر قرناً، وقد درسها وحققها ووضع حواشيها الباحث الفلسطيني تيسير خلف. وكان تم تحقيق بعض النصوص في فترات مختلفة، ومنها ما بقي مخطوطاً ومحفوظاً ولم يتيسر للقراء وللباحثين مطالعته. وأهمية الموسوعة، بحسب خلف، في أنها تمثل الجانب الآخر من صورة الرحلات التي قام بها غربيون إلى فلسطين، ساهموا في أثنائها في تكوين وعي معين تجاه فلسطين، مستقى من الوعي الديني الكتابي، ويمثل في ما يمثله جانباً واحداً من الصورة. وتساهم النصوص المتضمنة في الأجزاء الثمانية في تعميق وعي تاريخي آخر، وتردّ بالنص الحضاري على نصوص غربية تقليدية تلفيقية حول تاريخ فلسطين، وأبرز ملامحه خلال أكثر من ألف عام حتى 1946، أي قبل النكبة بعامين. وفي لقاء في مناسبة توقيع اتفاق إصدار الموسوعة، بحضور مدير عام دار كنعان سعيد البرغوثي والباحث تيسير خلف، قال المدير العام لدائرة الثقافة والإعلام في عجمان إبراهيم الظاهري إن الموسوعة تمثل بحثاً في تاريخ القدس لدى رحالة عرب ومسلمين، وترسم صورة قلمية عن المدينة المقدسة والكيفية التي كانت عليها وعمن كان يسكنها. وتصف أسواق القدس وطرقها التي ربطتها بما حولها من مدن فلسطين، وما كانت تمثله من نقطة رابطة بين الجناحين الآسيوي والإفريقي. وذكر أن دائرة الثقافة والإعلام في عجمان ساندت هذا المشروع الحيوي والكبير، إيماناً منها بأهمية العمل الموسوعي، وبما هو تأسيسي وتوثيقي، يربط التاريخ بالجغرافيا بعموم الحراك البشري، ويلقي ضوءاً على القدس التي هي أم المدن ومحور الاهتمام العالمي منذ عقود. وأوضح أن إصدار الموسوعة يأتي مساهمة من الدائرة الثقافية في احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009. وأوضح الباحث تيسير خلف أن الموسوعة تؤكد أن العرب والمسلمين كانوا مؤسسين لحضارة، وأن وجودهم في القدس متواصل، وهناك معاهد ومدارس مثلت مراكز إشعاع عبر العقود، كما أنها نوع من الرد العملي الموثق على الدعاية المسيطرة في الغرب. ونوّه إلى أن أبرز ما يميز الموسوعة عثور الباحث في أثناء تحقيقه رحلة نعمان القساطلي (1855-1920) المفقودة على رسوم توضيحية للمرة الأولى في تاريخ الرحلات العربية.