يعد الفنان الراحل الدكتور طارق الجهني من قلائل الفنانين الذين خاضوا في أعماق الفن الفوتوغرافي الحقيقي برؤى فلسفية تستشرف المستقبل، رغم انشغاله الطبي. الجهني (35 عاما) الذي تتلمذ على يد الفنان العالمي أنسل أدمز وبرهن تلمذته الصادقة في أعماله التي حازت على إعجاب المفكرين الفوتوغرافيين محليا ودوليا حتى وصف ب«فنان ما بعد الحداثة». الراحل كان مثالا وقدوة فنية، اكتسب الاحترام بين أقرانه في بيت الفوتوغرافيين في جدة الذي كان يشرف على أنشطته، وفوتوغرافيي جدة، والجمعية السعودية للتصوير الضوئي. ويصف رئيس الجمعية السعودية للتصوير الضوئي الفنان محمد بالبيد الراحل بقوله: «كان وفيا لفنه وأقرانه، كما كان مثالا رائعا وقدوة حسنة لزملائه الفوتوغرافيين». ويضيف «كنا نقضي ساعات من الزمن نناقش فيها فلسفة الفن، ونتأمل الواقع، ونتمنى أعلى درجات الطموح للمستقبل». ورغم انشغال الراحل في عمله «طبيب أسنان» في مستشفى الملك فيصل التخصصي، إلا أنه كان يتطوع لعقد المحاضرات للشباب في المجال الفلسفي للفن الفوتوغرافي باسم الجمعية السعودية للتصوير الضوئي، إضافة إلى دعم زملائه الفنانين في المعارض الفنية داخل مقر عمله أو بالتنسيق لإقامتها في أماكن عدة في جدة وخارجها. ويرى الفنان الفوتوغرافي بكر سندي الذي يصف رحيل الجهني بالخسارة «أنا نعيش هذه الأيام فراق المرحوم الدكتور طارق الذي كان يتحلى بأخلاق عالية وتواضعا جما و ثقافة عصرية منفتحة على العالم جعلت منه فنانا متفوقا في عالم التصوير الضوئي». ويسترجع سندي ذكرياته مع الراحل خلال مؤتمرات طب الأسنان، لاسيما مقولته: (يساهم الفن الفوتوغرافي في إظهار جمال الأسنان)، مضيفا «الراحل ساهم في بروز ابني عبد الإله في الساحة الفنية منذ عام 2005م جنبا إلى جنب مع الشباب الذين ساهم في إبراز إبداعاتهم». وخلص سندي للدعوة إلى «تكريم طارق الفنان المبدع والرائد المبدع الذي ساهم في خدمة الفن الفوتوغرافي ودعم الشباب الموهوبين».