يقال، والعهد على الرواة الناشئين وسط فرص غابت فيها جهة معينة ومحددة لتقديم سرد للحقائق! يقال والله أعلم أن بعض التبرعات العينية التي وصلت إلى الضحايا المنكوبين بفاجعة المطر.. كان بعضها يصلح للنفايات وغير صالح للاستخدام الآدمي!! وبعضها خبط عشواء يدخل في عداد التلفيات وغير المرغوب فيه ولا نفع منه! مثلا، كانت بعض البطانيات والألحفة ممزقة ومليئة بالثقوب تفضح أكثر مما تستر! وبعض الأطعمة انتهى تاريخ صلاحيتها، كما أن البعض رفض إيواء النازحين ورفض تقديم أية حجرة في عمائره المصفوفة ما لم يكن الدفع مقدما ومضمونا! حتى الذين أحضروا شيكات بالمبلغ المطلوب لم يجدوا منهم قبولا ولا ترحيبا أما نقدا وضمان وإلا إلى الشارع! هذه قصص خرجت من أفواه الناس، فهل هي وحدها التي مشت من بيت إلى بيت؟.... بالتأكيد لا، وينبغي قبل الخوض في هذه المرويات والأقاويل أن نشير بامتنان.. إلى الصور الإيجابية الجميلة التي جعلتنا نحن السعوديين أقرب إلى بعضنا البعض، وفي نسيج واحد مع الإخوة المقيمين يدا بيد، هناك من رمى بنفسه إلى جوف الماء لينقذ أفرادا ليس له بهم أدنى صلة سوى أنه سمع صوت استغاثة يصرخ!! وهناك من فتح بيته واستضاف من المصابين والنازحين ولم يسألهم أجرا ولم ينتظر منهم ثوابا! وهناك من خرج تاركا أمن بيته يتفقد الأحياء التي مرت بها الكارثة ويزور الموجوعين والمفجوعين يمد يد العون لهذا.. ويعالج ذاك.. ويطيب أسى الثالث! كل ذلك كان يجري بإرادة ذاتية ورغبة شخصية واندفاع شعبي حميم شعر فيه المواطن والمقيم بوحدة الصف وقيمة الإنسانية وفضل التآخي ووطأة البلاء، وفي ذروة هذا الترابط المتين لم يسأل المعطي عن المستفيد من أي قبيلة كان؟ ولا لأي فئة ينتمي؟! وهل هو ليبرالي أو علماني أو حداثي أو سلفي! وهل هو معه أو ضده!!! لم يكن من تكون هو المفتاح بل كلنا معا هو الأصل كركاب سفينة واحدة حريصون على النجاة معا!! وإذا غرقت سفينتهم كلهم في خطر! لقد أخرجت المحنة معادن الناس من مخابئها! وظهر الأصيل يعبر عن نفسه! ولأن المجال يتسع إثر الصدمة وعدم توافر آلية لمواجهة الأزمات الطارئة ولأن المجالس البلدية في سبات عميق وكان ينبغي أن تكون في المقدمة تخطط لأساليب العون وتعد قوائم الاحتياجات المطلوبة وتشرف على تنظيم الاستقبال والتوزيع وتؤمن الأماكن اللازمة لاحتواء طلبات التطوع والتبرعات وهكذا.. أليس المجلس البلدي انتخاب الناس فما باله لا يقوم بواجبه تجاه ناخبيه الذين انتخبوه! وإذا كانت لجنة تقصي الحقائق بصدد محاسبة المقصرين أولى بنا أيضا شكر الواهبين الداعمين المبادرين، فنحن لسنا مجتمع عقاب.. نحن أيضا مجتمع ثواب وعطاء.. فالنفوس الوضيعة لا تنمو إلا لأنها تعرف أن وجودها يغطي على غيرها!! شكرا للمبادرين الذين لا ينتظرون الشكر! للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة