إن كان التاريخ قد صنع رجالا تفتخر بهم الشعوب والأمم فيكفينا فخرا أن سلطان الكرامة قد صنع تاريخا عريقا ينفرد به ولا يصلح لغيره سفرا من الشموخ والإباء مطرزا على جبينه الوضاء نشحذ من عزيمته عزيمة الرجال ومن كنوزه العامرة التي استعصت على الأعداء في ميادين الحرب والسلم والسياسة. سيدي.. مهما نظم الشعراء من القصائد ودبج الخطباء الكلمات فإن أفعالك وأعمالك ستظل هي الأعلى وكل بقعة من بقاع المعمورة وكل ذرة رمل في أرضنا المباركة وكل سنبلة قمح في حقول الوطن وكل قرية ومدينة وتجمع وبادية ستبقى تردد كل صباح أناشيد الفخر والإجلال وقوافل الخير من بحرك الزاخر بنعم الله التي جابت مشارق الكون ومغاربه. لن نغفل يا سيدي استشرافك لمستقبل هذه الأمة في أعوامها المقبلة ونحن اليوم نشهد حسن منطقك ورؤاك التي تحققت في قطاع القوات المسلحة بإرادة قوية وعزيمة لا تلين وصبر منقطع النظير وشجاعة وفروسية.. غبت عنهم والوعد هو الوعد والعهد هو العهد نهضت بهم ورفعت من مقاماتهم فأحبوك شاهدا وغائبا. نحن منهم وهم منا دماؤنا وأرواحنا فداء لوطننا ولولاة أمرنا حملنا في غيابك يا سيدي صورتك التي ما فارقت أذهاننا وصوتك الذي ما فارق مسامعنا وخطاك التي ما فارقت أعيننا. مدرسة في الأخلاق حلم ووقار وصدق وأمانة وإخلاص ووفاء هكذا علمت الأجيال هذه الدروس بها لن نفقد هويتنا وثقافتنا وبها سنظل على حوار الحضارات والإطلال على المعاصرة والمحافظة على الأصالة. سيدي.. كنت الأمين منذ نشأتك الأولى مع والدك الراحل الملك عبد العزيز رحمه الله ومن بعده الملك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعا والآن يا سيدي تقف موقف الرجل الأمين بجانب من أحبك القائد العادل في الحكم الصادق في الوعد عبد الله بن عبد العزيز الذي سكنت قلبه روحا وهاجة، وحبا راسخا. حفظ الله لنا قائد مسيرتنا عبد الله بن عبد العزيز وباعد الله بينك وبين المرض كما باعد بين المشرق والمغرب وحفظك الله من عاديات الزمان ونوائبه. د. خالد بن فيصل بن تركي آل سعود وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي