تظاهر أنه مصاب على طريق الفارس الذي ترجل عن حصانه فأغاثه ورفعه إلى الحصان ثم استوى المخادع وهرب به... فناداه الفارس يا فلان خذ الحصان لك وبدون ثمن على أن لا تذكر القصة لأحد... فرد عليه من بعيد انها لا تعيبك فخدعتي كانت محكمة فرد عليه بأخلاق الفرسان”حتى لا يضيع المعروف بين الناس” لقد تنبه هذا الفارس للصورة الذهنية التي ستتكون لدى الناس عندما يسمعون بالقصة فيعزف بعضهم عن اغاثة الملهوف معتقداً انها خديعة. واعلامنا العزيز انتقد الغرف التجارية كثيراً بل حتى التجار يصفهم دائماً بالجشع والخداع والطمع وممتلئ البطون وآكلي اموال الناس بالباطل.. ماذا تتوقع من شبابنا عندما يقرأون هذا التجريح في مهنة عظيمة ولا غنى عنها في تنمية المجتمعات حتى وان التحقوا بالقطاع العام فإنهم سيضايقون التجار ما استطاعوا الى ذلك سبيلا وذلك ناتج عن الصورة الذهنية المختزنة لديهم عن التجار وعن العمل الاجتماعي ايضا في الغرف التجارية. ناهيك عن تعاملهم وراحتهم في العمل عندما يلتحقون بالقطاع الخاص فيكونون متضايقين حذرين كأنهم يعملون لدى كتيبة لصوص. يجب ان ينتبه مسؤولو الاعلام واصحاب الاقلام إلى ما يتكون من صورة ذهنية لدى المجتمع نتيجة ما يكتبون وهذا لا يعني عدم النقد بل التوازن فيما نقوم بنشره... عندها سيكون مجتمعاً صحته النفسية جيدة ومتوازنة.. وليس مجتمعاً محترفاً بجلد الذات ويمقت بعض القطاعات كالتجارة والعمل بالقطاع الخاص والعمل التطوعي الاجتماعي للغرف التجارية والقرآن الكريم نص بصورة واضحة وجلية على اهمية الصورة الذهنية والنفسية لدى المجتمع بقوله تعالى(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). واقترح على الاعزاء المتفانين بخدمة وطنهم في “مجلس الغرف السعودية” اعداد حملة اعلامية اعلانية وخطة مدروسة لمعالجة ما افسدته بعض الاقلام غير المسؤولة والقى بظلاله على الغرف التجارية وسبب عزوفاً وانطباعات سيئة قد تؤثر على مسيرتها وعطائها وابتعاد المنتسبين عنها. كما يجب ان نهتم بالصحفيين الاقتصاديين ونقدم لهم الدورات والتدريب المكثف.. ليدركوا انهم عندما يستخدمون الاثارة التي يعشقها زملاؤهم في الرياضة في الاقتصاد يتسببون في كارثة حقيقية تبدأ بالصورة الذهنية القاتمة والمحبطة وينتج عنها الكثير والكثير فيصبحون معول هدم لاقتصاد وطنهم (ويحسبون انهم يحسنون صنعاً). وهذا الدور الريادي والحيوي قد يتحقق بصورة مذهلة لو فعّلنا اللجنة الوطنية للاعلام الاقتصادي واستقطبنا طاقات وشخصيات لها خبرتها الاعلامية.. ورصدنا الميزانية المناسبة.