ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس، أن سورية نقلت إلى إسرائيل رسائل في الأيام الأخيرة جاء فيها أن دمشق تسعى إلى استئناف المفاوضات مع حكومة بنيامين نتنياهو «سريا» ومن ثم إجراء مفاوضات علنية بوساطة أمريكية حسبما زعمت الصحيفة. ويستدل من الرسائل السورية التي نقلت بواسطة مصدر أوروبي التقى مسؤولين سوريين ذوي مستوى رفيع في دمشق، أن سورية معنية باستئناف المفاوضات بناء على مبدأ العودة إلى خطوط الرابع من يونيو 67، وفي المقابل أبدت دمشق استعدادها لتطبيع كامل للعلاقات مع إسرائيل بما في ذلك افتتاح سفارة لكلا البلدين لدى البلد الآخر. وأضافت الصحيفة أن سورية ما زالت ترفض المطلب الإسرائيلي بقطع علاقاتها مع إيران، وتعتبر دمشق أن هذا المطلب يشكل تدخلا في السياسة الخارجية السورية. وتشير الرسائل السورية إلى أن النظام السوري يفضل الوساطة الأمريكية على خيارات أخرى طرحت مؤخرا بينها قيام كل من تركيا وفرنسا بلعب دور الوسيط. من جهة أخرى، كشفت مصادر صحافية إسرائيلية أمس، أنه عندما كان بنيامين نتنياهو وزيرا للمالية في حكومة أرييل شارون الثانية، طالب بمهاجمة منشأة نووية إيرانية مقابل دعم سياسي، ومنع انقسام حزب الليكود وانسحاب شارون منه، في أعقاب تنفيذ خطة فك الارتباط التي عارضها نتنياهو بشدة. وأضافت المصادر، أنه بعد استقالة نتنياهو من حكومة شارون في أعقاب تنفيذ خطة فك الارتباط وإخلاء المستوطنات في قطاع غزة، وبعد انسحاب شارون ومعه مجموعة من قيادة الليكود، وتشكيل حزب كديما في نهاية العام 2005، توجه نتنياهو إلى شارون وقال له إنه في حال تنفيذ هجوم ضد منشأة نووية إيرانية قبل الانتخابات العامة الإسرائيلية فإنه سيدعمه سياسيا. لكن شارون امتنع عن تنفيذ ذلك في الشهور القليلة التي تلت ذلك وحتى إصابته بجلطة دماغية في 4 يناير (كانون الثاني) 2006 وأدخلته في غيبوبة ما زال غارقا فيها. وأوضحت أنه لو نفذ شارون طلب نتنياهو وهاجم المنشأة النووية الإيرانية الوحيدة في حينه في أصفهان، لما كانت إسرائيل تواجه اليوم ما تصفه ب «المشكلة الإيرانية».