لم يكد العالم يخرج من صدمة انتشار انفلونزا الطيور التي خلفت خسائر اقتصادية هائلة، حتى وقع فريسة لصدمة أخرى تمثلت في انفلونزا الخنازير التي هي أشد فداحة من سابقتها، بعد أن تم اكتشاف انتقال الفايروس من الإنسان إلى الإنسان، مما سهل انتشار الوباء عالميا وارتفاع نسبة المصابين به ومن ثم ارتفاع عدد ضحاياه. وعلى الرغم من الخسارة الاقتصادية المحدودة لانفلونزا الخنازير والمتمثلة في خسارة من يقومون بتربيتها وتسويقها، إلا أن الخسائر التي ترتبت على الوقاية من المرض واكتشاف مصل مضاد له إضافة إلى معالجة من يصابون به أو تكون إصابتهم به محتملة، جاءت فادحة على نحو لا يمكن مقارنته بالخسائر التي ترتبت على انفلونزا الطيور. العالم مقبل الآن على مرض وبائي ثالث يتمثل في انفلونزا الماعز الذي بلغ عدد المصابين به حتى الآن 2300 شخص حول العالم. وعلى الرغم من أنه لم يثبت رصد أية حالة انتقال للعدوى من الإنسان إلى الإنسان، وأن الإصابات التي تم رصدها ناجمة عن انتقال العدوى من الحيوان إلى الحيوان، إلا أن المرض يشكل خطورة تتمثل في جانبين مهمين يتمثل الأول في احتمال تطور الفايروس بحيث يصبح قابلا للانتقال من الإنسان إلى الإنسان وهو ما يهدد بتحوله إلى وباء عالمي على النحو الذي حدث مع انفلونزا الخنازير، أما الجانب الآخر المهم فيتمثل في الخسائر الاقتصادية التي يمكن أن تحل بالثروة الحيوانية في الدول التي يتسرب إليها المرض. من أجل ذلك نتفهم ما تقوم به وزارتا الصحة والزراعة من إجراءات احترازية تهدف إلى الحيلولة دون تسرب الوباء إلى المملكة، وضرورة تعاون المواطنين لمنع تسريب أي حيوانات يمكن لها أن تنقل إلينا المرض. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة