في يوم السبت الماضي، قمت بجولة في مركز المعارض التابع للغرفة التجارية في جدة مع عدد من المثقفين.. بناء على دعوة وجهها إلينا مازن بترجي، نائب رئيس الغرفة، وذلك في أحد اللقاءات الاجتماعية.. للوقوف على طبيعة ما يقدمه المركز من استقبال للتبرعات العينية لصالح المتضررين من غزارة الأمطار واكتساح السيل الذي دمر البيوت وخرب الشوارع وابتلع الممتلكات وأزهق الأرواح. ودلفنا إلى داخل المركز.. حيث استقبلنا مازن بترجي والأستاذ مصطفى صبري أمين عام الغرف.. حيث صافحتنا أمة من الناس كخلية بشرية داخل القاعة الكبرى (100×80 مترا) موزعة إلى عدة أقسام. كل قسم اختص بنوع من المواد والبضائع المختلفة التي يبعث بها المتبرعون أفرادا وجماعات.. على أن تقوم الغرفة بإيصال المواد إلى الأسر المتضررة وباتت في أشد الحاجة إليها. شاهدت القسم الأول الخاص بالمواد الغذائية يقوم عليه عدد من الشبان في ركن، وعدد من الفتيات في ركن آخر. يعبأ من هذه المواد كرتون بحجم كبير يحتوي على «سلة غذائية» منوعة يخص أسرة واحدة. وفي القسم الثاني أدوات وأواني المطبخ مما يصل من المتبرعين. يعبأ كل كرتون من هذه المواد للعائلة الواحدة. ويحتوى القسم الثالث على الأثاث المنزلي (مراتب، بطانيات، كراسي، كنب.. إلخ). أما القسم الرابع، فيحوي أجهزة كهربائية (ثلاجات، مكيفات، بوتوغازات، تلفزيونات.. إلخ). وتم استلام كميات هائلة من الأدوات المكتبية وضعت في القسم الخامس تمهيدا لتعبئتها في كراتين يسلم كرتون لكل عائلة. ووضعت المشروبات على اختلاف أنواعها (عصيرات، مشروبات غازية) في القسم السادس.. وأيضا تتم التعبئة لكل عائلة على حدة. أما الملابس على اختلاف أنواعها وألوانها وأحجامها فتسلم إلى القسم السابع الذي تفرز فيه الملابس الجديدة عن المستعملة، ويفرز المستعمل النظيف عن المستعمل المتسخ عن المستعمل الوسخ جدا، فالملابس المتسخة والصالحة للاستعمال فتوضع في غسالات ثم نشافة أما المتسخ جدا فيوضع في أكياس ثم ترمى في الزبالة. وقد تلقت الغرفة الغسالات والنشافات تبرعا من «شركة تايد الخيرية» من خلال «مشروع تايد الخيري». بعد الغسل، تفرز الملابس حسب العمر والمقاس (ملابس أطفال، ملابس بنات، ملابس أولاد، ملابس رجالي، وملابس نسائية) يعبأ كل نوع منها حسب احتياجات كل عائلة. ويهدف المركز إلى أن يصل حجم الملابس بما يكفي للبس (10 آلاف) شخص بين كبار وصغار. يتم توصيل الكراتين والأكياس من مختلف الأقسام والأجهزة الكهربائية والأثاث والمواد الغذائية إلى قسم التحميل، حيث يحملها المتبرعون على شاحنة تخصص لأسر معينة في منطقة محدودة من المناطق المتضررة حسب حاجة كل أسرة في تلك المنطقة. ويتسلم كل شاحنة بمحتواها مندوب جمعية من الجمعيات الخيرية التي تبلغ (9 10) جمعيات في جدة بناء على طلب كل جمعية على حدة وعلى أساس حاجة الأسرة التي في تلك المنطقة. لقد بلغ عدد المتطوعين والمتطوعات (وأغلبهم من الشبان والفتيات) 1500 متطوع ومتطوعة يتناوبون على ورديات من الساعة 9 صباحا إلى الساعة 9 مساء هذا عدا عدد مماثل من الشبان في الميدان.. منتشرين في نحو (55) حيا تمتد من شرق جدة وحتى جنوبها يقومون على خدمة البيوت وما تحتاجه من ترميمات وإصلاحات من سباكة ونجارة وكهرباء. وهؤلاء منتسبون إلى معاهد التدريب المهني، ولا يزال عدد المتصلين من الراغبين في التطوع في ازدياد. إن المتطوعين والمتطوعات سواء من يعملون في الميدان أو في القاعة الكبرى يضربون أروع المثل في الإنسانية والوفاء والتضحية ببذل جهود في عمل مرهق مثل ما يفعلون في القاعة الكبرى.. بالإضافة إلى ارتباطاتهم في أعمالهم الأساسية أو دراستهم. ولعل من المناسب أن أذكر أنني قابلت في هذه القاعة الشاب محمد صالح الذي قدم من الأحساء خصيصا لينضم إلى المتطوعين بعد أن حصل على إجازة إدارية لهذا الغرض. كما إن السيدة فايقة محمد حسن صواف رغم أنها مسنة فهي تعمل متطوعة في القاعة وتقوم باستلام الأدوات المكتبية وفرزها وتعبئتها في كراتين يخصص لكل أسرة كرتون منها. ولتذكير القارئ.. فإن «جمعية الأسر المنتجة» قد أعدت برامج لصالح الأسر المتضررة.. تقوم على إعادة تأهيل نفسي بعلاج الذين أفزعهم تدمير السيل لبيوتهم وممتلكاتهم فترك في نفوسهم آثارا سيئة، والكثير منهم أطفال. وبالتعاون مع جمعية الصحة النفسية، خصصت جمعية الأسر المنتجة مرشدين يصحبون الأطفال الذكور للنزهة في الملاهي والمنتجعات، ومرشدات يصحبن الأطفال الإناث بالمثل.. بالإضافة إلى مرشدات اجتماعيات.. تصحب المرشدة السيدة التي تحتاج إلى رعاية نفسية وتشرع في علاجها بالطرق النفسية. حيوا معي المتطوعين والمتطوعات.. المكافحين والمكافحات ولنفخر بهذا الشباب ونعتز بهم مواطنين. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 256 مسافة ثم الرسالة