حمل سكان حي بريمان أمانة محافظة جدة مسؤولية تصدع وانهيار الطريق الرابط بين الحي ومخططات شرق خط الحرمين، بعد سماحها لناقلات مياه الصرف الصحي بتفريغ حمولاتها في في منطقة تحيط بالمساكن المجاورة لتشاليح السيارات من الجهة الشرقية. وسط مخاوف السكان من كارثة بيئية قد تحدث من تجمع المياه في المنطقة مستقبلا، خصوصا في حال هطول أمطار التي سترفع منسوب المياه في المنطقة في حالة جريان وادي أبا الهطيل، ما سيدفع بسيارات التشاليح نحو منازل الحي بفعل قوة المياه عطفا على ما حدث في قويزة. واعترف مدير المركز الإعلامي في أمانة محافظة جدة أحمد الغامدي في حديث مع «عكاظ» بالسماح لصهاريج الشركة تفريغ حمولتها من المياه في الموقع ذاته وفقا لخطة الطوارئ لتصريف المياه في أقرب مصرف. ونفى الغامدي أن تكون المياه المتجمعة في الجهة الشرقية لتشاليح السيارات عائدة للصرف الصحي، مشيراً إلى أنها مياه جوفية وأمطار تم نزحها من حي التوفيق لفتح الطرقات أمام الحركة المرورية. وذكر الغامدي أنه سيتم توجيه بلدية بريمان الفرعية للوقوف على الموقع ومعاينة الأضرار التي حدثت للطريق وستكلف الشركة المنفذة بتصحيح أخطائها التنفيذية، مشيراً إلى أن الأمانة ستعمل خلال الأيام المقبلة على تركيب مضخات في الموقع لتصريف المياه باتجاه مجرى السيل الشمالي، وتطهير منطقة التجمع المائي. وبين مدير المركز الإعلامي في أمانة محافظة جدة أن الأمانة «لن تتهاون مع الشركات التي تدور حولها ملاحظات المواطنين، وستتم محاسبتها حسب العقود المبرمة معها». ورصدت «عكاظ» ميدانيا مع سكان الحي التصدعات الظاهرة في الطريق الرابط بين أحياء شرق الخط السريع: بريمان، التوفيق، الأجواد، السامر، الربيع والمنار. وأوضح رئيس مركز حي بريمان سابقاً عتيق السلمي، أن السكان آثروا الصمت عن المخالفات الحاصلة في الحي طيلة الأيام الماضية، مراعاة لإنشغال الجهات المعنية وخصوصاً الأمانة إزالة المخلفات والأضرار من حي قويزة، مضيفا بالقول: «هذا لا يعني أننا سنبقى صامتين طويلاً، خاصة أن الخطر ينذر بكارثة وشيكة». وروى فيصل الحارثي (من سكان الحي) ما حدث في ساعة متأخرة عندمات رصد وافدين يفرغون حمولة صهاريج الصرف الصحي، طالباً حضور الجهات الأمنية التي قبضت عليهم واتضح بعد التحقيق أنهم تلقوا توجيهات من الشركة تدير أعمالهم. ويرى محمد المهداوي عضو لجنة إصلاح ذات البين في مركز حي بريمان الخبير في تشييد الطرق، أن المياه المتجمعة أصبحت تهدد الحي، خاصة بعد التصدعات التي طرأت على الطريق المحاذي لهذه التجمعات، التي أدت لانهيار أجزاء كبيرة من طبقاته الإسفلتية. وشدد المهداوي أن الطريق منفذ بطريقة خاطئة، حيث إن الشركة خلال التنفيذ اكتفت بوضع طبقة إسفلتية واحدة، مفرودة على ردمية من الرمل الخشن غير المتماسك ما يجعله عرضة للخلل والتصدع نتيجة لضغط الحركة، والتسربات المائية. وأبدى المهداوي شكه في درجة حرارة الإسفلت أثناء فرده، والتي يجب أن تصل إلى 95 درجة مئوية، كما يظهر من خلال قطع الإسفلت المتصدعة عدم استخدام مادة «ار سي تو» التي ترش على الرمل كخطوة أخيرة قبل وضع الإسفلت، بالإضافة إلى عدم وجود الردمية الناعمة «سمبس» والتي توضع قبل استخدام مادة ال «ار سي تو» لزيادة متانة الإسفلت ومنع ظهور التصدعات فيه. وأشار المهداوي إلى أن هذه النتائج التي توصل إليها من المعاينة الأولية تعود إلى خبرته الطويلة التي اكتسبها في العمل 40 عاما في شركات عالمية نفذت العديد من الطرقات المهمة في القصيم والرياض ومنطقة مكةالمكرمة.