اكتشاف أو تسجيل عشر أو 100 حالة حمى ضنك في جدة لم ولن يكون أمرا مفاجئا، فمن يرى شوارع ومستنقعات وبعوض جدة، أو على الأقل شاهد الصورة المفجعة التي التقتطتها كاميرا زميلنا عمرو سلام لا بد أن يتوقع ذلك وأكثر. فجدة، قبل وأثناء وبعد المطر ليست مدينة طبيعية، بل هي ركام من المخالفات والأوبئة والأمراض، وإذا ستر الله علينا من الإصابة بحمى الضنك في فترة ماضية لأي سبب من الأسباب، فإن الفرص مواتية للبعوض الآن أن ينقض علينا وينهش أجسادنا ويمتص دماءنا، ويصب الفيروسات في دمائنا ولحومنا وعظامنا. أقول هذا الكلام، وقال غيري ما هو أفدح، وتكلم المختصون بما هو أمر، ونحن ما زلنا نبحث عن المتسبب. أعتقد أن جدة الآن كما قال الزميل عبده خال مدينة منكوبة، ويجب أن تعامل على هذا الأساس، ولا نكتفي فقط بالحديث عن الصرف الصحي وتصريف الأمطار وبحيرة المسك. فالموضوع البيئي أفدح من ذلك بكثير، وهذا ما يقتضي حلا عاجلا، يصل بالتفاعل من جميع القطاعات إلى مرحلة الدرجة الحمراء، حيث كل شيء ممكن أن يتحول إلى كارثة أو جمرة خبيثة. إن صحتنا وصحة أبنائنا في هذه المدينة في خطر، ولا نقول هذا الكلام ادعاء أو بحثا عن المدينة النموذجية. إننا نريد فقط الحد الأدنى من الأمان، والحد الأدنى من النظافة.. لا أكثر ولا أقل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة