يبدو أن السبل قد ضاقت بأمانة جدة حتى توشك أن تسلم كل مواطن، وربما مواطنة كذلك، علبة فليت أو مهفة وتطلب منه أن ينهض بواجبه الوطني الذي يقتضي منه المشاركة الفعالة في الحرب التي تشنها الأمانة ضد البعوض الناقل لحمى الضنك منذ بضع سنوات، وهي حرب ظلت بين كر وفر، لم يندحر فيها البعوض ولم تيأس الأمانة عن التفكير في الخطط والخطط البديلة التي يمكن أن تحقق لها نصرا حاسما يتم فيه القضاء على آخر بعوضة ناقلة لحمى الضنك وتمكن أهالي جدة من اتخاذ هذا النصر تاريخا يحددون به مناسباتهم سواء جاءت قبل عام القضاء على آخر بعوضة أو بعد القضاء عليها بعشر سنوات، وبإمكان صغار السن اليوم من البنات والبنين أن يحدثوا أحفادهم بعد سبعين عاما عن احتفالات الأمانة بمناسبة القضاء على آخر بعوضة ضنك. الأمانة تتحدث عن توجه لتحويل ملف محاربة بعوض الضنك إلى القطاع الخاص رغم أنها هي الأمانة نفسها التي اعتذرت للعاملين الذين سرحتهم الشركة التي أوكلت لها شن الحرب على بعوض الضنك بأن تسريحهم تم بسبب تغيير مقاول حرب البعوض، وقد فضل المقاول الجديد الاستعانة بفرقة جديدة أكثر خبرة واحترافا في عمليات قتل البعوض على الهوية. الأمانة تستشهد بانخفاض عدد المصابين بحمى الضنك كمؤشر على نجاحها مرحليا في القضاء على البعوض، وهي تدرك أن المسألة لا يحسمها النجاح المرحلي فهو نجاح مؤقت لا يلبث تكاثر البعوض عند أي مستنقعات تنشأ من مطر عابر أن يحوله إلى هزيمة ساحقة تذهب بكل الجهود التي بذلت هدرا فالحرب على البعوض لا تحسب بعدد المصابين بحمى الضنك وإنما بعدد اليرقات التي تكمن في المستنقعات مشكلة ما يشبه الخلايا النائمة التي قد تستيقظ في أي لحظة لتؤكد أن جدة لا تزال محتاجة إلى الكثير من العناية لتخرج من غرفة العناية المركزة. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة