أسبوع مختلف عاشته الرياض، عاد أميرها المحبوب ليبث فيها الروح، فمع دخول صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز مكتبه في منطقة قصر الحكم وسط الرياض عائدا إلى قلب الوطن بمعية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز لم تهدأ الحركة. أكثر من 20 ألف قلب وكف صافحت أمير الرياض، أمراء، وزراء، شيوخ، ومسؤولين من كل أجهزة الدولة، مواطنين أتوا من العاصمة، البوادي، والقرى، محملين بالشوق والحب والمباركة على سلامة ولي العهد وعرفانا بالوفاء الذي جسده الأمير سلمان. عاد أمير الرياض بعد 383 يوما مابين نيويورك في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأغادير في المملكة المغربية، لم تكن مجرد أيام بل تجربة إنسانية رفيعة كانت محطة وفاء جسدها أمير الرياض وقدم درسا بأن السعوديين قيادة وشعبا أوفياء في كل حالاتهم. ملحمة حب حرص الأمير سلمان منذ الساعة الأولى لدخوله قصر الحكم أن يلمس حاجيات الناس مجددا علاقته بالعاصمة وأهلها التي حمل مسؤوليتهم على عاتقه أمير ومعلما أربعة عقود من الزمان. وكانت صالة الاستقبال في الإمارة لوحة حية لعلاقة الحب والوفاء الاستثنائية بين الرياض وأميرها، حيث تجسدت ملحمة وطنية صادقة أكدت وجود سلمان القائد والإنسان في وجدان وذهن أهل الرياض. خلية نحل لم يقف الأمير سلمان ليستقبل المهنئين فقط بل سريعا حمل قلمه وخبرته الإدارية العلمية وتناول مسؤوليته لقضاء حاجيات الناس، وتحول المشهد إلى استفتاء حي لمكانة أمير الرياض ومدى المحبة التي يحتفظ بها المواطنون للأمير الإنسان. وتحول المكان بين مكتب الأمير سلمان ونائبه على مشهد أشبه ما يكون بخلية نحل بينما كانت يد الأمير تصافح مهنئا وأخرى تنجز معاملات المواطنين وسط دعوات الناس لولي العهد بعمر مديد مفعما بالصحة والعافية. نموذج مثالي كسر الأمير سلمان البروتكول الرسمي وفتح الباب أمام الجميع، كل بحسب ظروف وتوقيت مجيئه لقصر الحكم في ساعات الدوام اليومية التي تبدأ من الثامنة صباحا وحتى الثانية ظهرا وقد تزيد بحسب مشاغل الأمير وبرنامجه اليومي الذي عرف بالانضباط واحترام الوقت طيلة أعوام توليه إمارة الرياض ليرسي بذلك نموذجا مثاليا في الإدارة والانضباط واحترام الوقت حفاظا على مصالح الناس. حركة نشطة ووفقا لقائد قوة أمن منطقة قصر الحكم المقدم عبد الله بن سعود الصنداح فقد تزايد زوار القصر أمس (اليوم الأخير للدوام) ليبلغ ذروته كاسرا حاجز ال20 ألف زائر منذ السبت الماضي مبينا أن معظم الزوار وفدوا للسلام على الأمير وتهنئته بسلامة ولي العهد ووصول الأمير إلى الرياض بعد غياب عن المدينة هو الأول في تاريخه. وأشار الصنداح إلى أن منطقة قصر الحكم عجت في الأسبوع الأول بحركة مرورية نشطة وأن مواقف السيارات اكتضت على نحو غير معهود إلا في مواسم الأعياد والمناسبات التي يحتضنها قصر الحكم لافتا إلى أن عدد المراجعين في العام الذي سبق مغادرة الأمير سلمان إلى خارج المملكة في معية ولي العهد بلغ أكثر من نصف مليون مراجع للعام 1429ه. مبيعات التراث سوق التراث المعروف بسوق الزل كان له نصيب إذ ازدهرت مبيعات السجاد والمشالح والبخور والتحف والآثار القديمة والمستلزمات الرجالية الخمسة أيام الماضية. وهنا يقول رجال الأعمال خالد الوحيمر تاجر إنه بحكم قرب السوق من قصر الحكم فإن عددا غير قليل من مراجعي الإمارة يترددون على الزل فهم يرون فيه فرصة لاقتناء حاجياتهم. وأوضح الوحيمر أن البهجة عمت المكان والحوارات بين تجار السوق والناس لا تخلوا من تبادل التهاني بعود أمير الرياض المحبوب بين الناس. وذكر الوحيمر أن مبيعات البخور والمشالح الشتوية منها نظرا لدخول موسم الشتاء وهو ما انعكس على نمو مبيعات التجار خلال الأسبوع الجاري ومنذ مباشرة الأمير في قصر الحكم. أجور سنة وفي موقع محاذ لقصر الحكم حيث يتمركز كتاب العرائض الذين يتولون تحرير حاجيات زوار قصر الحكم والإمارة من المراجعين وهو مادرج تسميته بكتابة المعروض، إذ عادة مايلجأ إليهم كبار السن من الرجال والنساء لتحرير خطابات موجهة لأمير الرياض ونائبه يبدون فيه حاجياتهم ومشكلاتهم وقضاياهم. وشهدت تلك المواقع إقبال الناس بشكل لافت وملحوظ لم يعد فيه الكتبة على الوفاء بمتطلبات المئات الذين توافدوا منذ السبت الماضي لإبداء حاجياتهم عبر تلك العرائض إذ يجمع معظم كتاب العرائض أن ما تقاضوه خلال الأسبوع من أجور جراء تحرير تلك المعاريض فاق ما جنوه في عام.